أنْبَأنَا أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن مَحْمُود بن النَّجَّار، قال: قَرأتُ بخَطِّ مُحَمَّد بن نَاصِر اليزدِيّ قال لي - يعني البَارِع أبا عَبْد الله بن الدَّبَّاسِ -: ولدتُ سَنَة أرْبَعٍ وأرْبَعين، يعني وأرْبَعِمائة.
قَرأتُ بخَطِّ قَوَام الدِّين، تاج الإسْلَامِ عَبْدِ الكَريم بن أبي بَكْر بن أبي المُظَفَّر، وأخْبَرَنا به أبو هاشِم الهاشِميّ، قال: حَدَّثَنا عَبْدُ الكَريم، قال: سَمِعْتُ أبا العبَّاس الخَضِر بن ثَرْوَان الفَارِقِيّ المقرِئ مُذَاكَرَة ليلًا بمَرْو يَقُول: دَخَلْتُ ببَغْدَاد على أبي عَبْد الله البَارِعِ الأدِيْب لأقرأ عليه القُرْآن، فصادَفتُ عنده أَضِرَّاء يقرأونَ عليهِ القُرآن، ومن عَجْزه وشَيْخُوختهِ يَنام ويَغْفُل وهم يَضْرِبُونَ الحَصِير بالعصِيّ الّتي بأيْديهم، فقُلتُ: ما تَصْنَعُونَ؟ قالوا: نَقْرأ على البَارِعِ! قُلتُ: وهذا الضَّرْبُ بالخَشَب كما يَفْعَل الصُّوْفيَّة حالَة الرَّقْص لا قراءة القُرْآن؟ فقالوا: إنَّما نَفْعل هذا لكي لا يَنَام، قال: فخرجتُ وتَرَكتهم ولَم أقرأ عليه.
وقال: أخْبَرَنا عَبْدُ الكَريم، قال: سَألْتُ أبا القَاسم الدِّمَشقيّ (١) الحافِظ عنه - يَعْني البَارِعِ - فقال: ما كأنَّ به بأسًا.
أنْبَأنَا أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن مَحْمُود بن النَّجَّار، قال: قَرأتُ بخَطِّ أبي الفَضْل بن شَافِع: قال شَيْخُنا ابن نَاصِر: البَارِع فيه تَسَاهل وضَعْف.
وقال ابنُ النَّجَّار: قَرأتُ بخَطِّ أبي مُحَمَّد عَبْد الله بن أحْمَد بن الخشَّاب النَّحْوِيّ، قال: أخْبَرَنا شَيْخُنا الإمَام أبو عَبْد اللهِ البَارِعِ بكتاب إصْلَاح المَنْطِق لابن السِّكِّيْت، بقِرَاءَتي عليه من أصْل سَمَاعه، بخَطِّ أبي الحَسَن الرَّزَّاز، قال: أخْبَرَنا أبو جَعْفَر مُحَمَّد بن أحْمَد بن المُسْلِمَة، بقراءةِ أخي أبي الكَرَم المُبارَك بن فَاخر النَّحْوِيّ عليه في ذِي الحِجَّة من سَنَة ثَلاثٍ وخَمْسِين وأرْبَعِمائة، قال: أخْبَرَنا أَبو
(١) لم يذكره ابن عساكر في تاريخه، ولم يُفرده بالترجمة.