للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والّذي يقُول (١): [من الكامل]

إنْ كُنْتَ تهْوى أنْ تنالَ رَغِيْبةً … في دَار بَاهِلَةَ بن يَعْصُر فارْحَلِ

قَوْم قُتيبَةُ أُمُّهُم وأبُوهُمُ … لولا قُتَيْبَةُ أصْبَحُوا في مَجْهَلِ

فقال عَبْدُ الله بن مُسلِم: فهو الّذي يقُول: [من الطويل]

سَدَّ حُضَيْنٌ بابَهُ خَشْيَةَ القِرَى … بإصْطَخْرَ والكَبْش السَّمِين بدِرْهَمِ

ثُمَّ قال عَبْدُ اللهِ: يا أبا سَاسَان، دَعْنا من هذا، هل تَقْرأ من القُرْآن شيئًا؟ قال: إنِّي لأقرأ منه الكَثِيْر الطَّيِّبَ: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} (٢)، فاغْتَاظَ عَبْدُ اللهِ، وقال: لقد بَلَغَني أنَّ امْرأتكَ زُفَّت إليك وهي حَامِلٌ، فقال الحُضَيْن: يكون ماذا! تَلدُ غُلامًا فيقال: فُلَان ابن الحُضَيْن كما قيل: عَبْد الله ابن مُسْلم، فقال له قُتَيْبَة: أُكْفُف لعَنَكَ اللهُ، فأنْتَ عرَّضْتَ نَفْسَكَ لهذا.

وأنْبَأنَا ابن طَبرْزَد، قال: أخْبَرَنا أبو غَالِب بن البَنَّاء، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن أحْمَد بن مُحَمّد الآبِنُوسِيّ، قال: أخْبَرَنا عَبْدُ الله بن مُحَمَّد بن سَعيد بن محُارِب بن عَمْرو الأنْصَاريّ الإصْطَخْرِيّ، قال: حَدَّثَنَا أبو يَحْيَى زَكَرِيَّاء بن يَحْيَى السَّاجِيّ بالبَصْرَة، قال: حَدَّثَنَا أبو عَامِر حَمْزَةُ بن عليّ الصَّنْعانيّ، عن أبي حَاتِم، عن أبي عُبَيْدَة، عن يُونُس، قال: وَفَدَ الحُضَيْن بن المُنْذِر إلى بَعْضِ الخُلَفَاء، فكأنَّ الآذنَ أبْطأ في الإذْنِ، فسَبَقه القَوْمُ لتَباطئهِ، فقال له الخَلِيفَة: ما لكَ يا أبا سَاسَان، تَدْخُل عليَّ في آخر النَّاسِ؟ فقال: [من الطويل]

ونحن خَفِيْفِ الشَّأْنِ يَسْعَى مُشَمِّرًا … إذا فَتَحَ البَوَّابُ بابَكَ إصْبَعَا

ونحنُ الجُلُوسُ المَاكِثُونَ رَزَانةً … وَحِلْمًا إلى أنْ يُفْتَحَ البابُ أجْمَعَا


(١) البيتان عند التوحيدي: الإمتاع والمؤانسة ٣: ١٧٢ باختلاف في الرواية.
(٢) سورة الإنسان، الآية ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>