للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخْبَرَنا أبو حَفْص عُمَر بن مُحَمَّد بن مُعَمَّر بن طَبَرْزَد، إنْ لم يَكُن سَمَاعًا فإجَازَةً، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر مُحَمَّد بن عَبْد البَاقِي البَزَّاز (a)، قال: أخْبَرَنا القَاضِي الشَّريفُ أبو الحُسَين مُحَمَّد بن عليّ بن مُحَمَّد بن عُبَيْدِ الله ابن المُهْتَدي باللهِ، قال: أخْبَرَنا الشَّريفُ أبو الفَضْل مُحَمَّد بن الحُسَين بن المأمُون الهاشِميّ، قال: حَدَّثَنَا أبو بَكْر مُحَمَّد بن القَاسِم بن بشار الأنْبارِيّ، قال: حَدَّثَني أبي، قال: حَدَّثَنَا عَاصِ بن عِمْران أبو عِكْرِمَة الضَّبِّيّ، قال: حَدَّثَني سُليْمان بن أبي شَيْخ، قال: لمَّا فَتَحَ قُتَيْبَة بن مُسْلِم سَمَرْقَنْد، أمَرَ بأَفْرِشَةٍ ففُرِشَت، وأجْلَسَ النَّاسَ على مَرَاتبهم، وأمَرَ بقدُور الصُّفر فنُصِبَتْ، فلَم يَرَ النَّاسُ على مثْلها في الكبَر، إنَّما يُرْقَى إليها بالسَّلَالم، قال: فالنَّاسُ منها مُتَعجِّبين، وأذنَ للعَامَّةِ، فاسْتأذنَهُ أخوهُ عَبْدُ اللهِ بن مُسْلِم في أنْ يُكَلِّم الحُضَيْن بن المُنذِر الرَّقَاشِيّ على جِهَةِ التَّعَبُّث بهِ، وكان عَبْدُ الله بن مُسْلِم يُحَمَّقُ، فنَهاهُ قُتيبَةُ عن كَلام الحُضَيْن وقال: هو بَاقِعَةُ العَرَب، ودَاهِيَةُ النَّاسِ، ومَنْ لا تُطِيْقُه، لخَالفَهُ، وأبَى إلّا كَلامَهُ، فقال للحُضَيْن (b): يا أبا سَاسَان، أمِنَ الباب دخلْتَ؟ فقال له: ما لعَمِّك بَصَر يتَسوَّر (c) الجُدْران، قال: أفرأيْتَ القُدُور؟ قال: هي أعْظَمُ من أنْ لاتُرَى، قال: أَفَتُقَدِّرُ أنَّ رَقَاش رأَت مثْلَها؟ قال: ولا رأى مثْلها عَيْلَان، ولو رَأى مثلها عَيْلان لسُمِّىَ شَبْعَان ولَم يُسَمّ عَيْلَان، قال: أفَتَعْرف الّذي يقُول: [من الطويل]

عَزَلْنا وأَمَّرْنا وبَكْر بن وَائِل … تجُرُّ خُصَاهَا تبْتَغي من تُحَالِفُ

قال: نَعَم، وأعْرِفُ الّذي يقُول: [من الوافر]

فخَيْبَةُ مَنْ يَخِيْبُ على غنِيّ … وبَاهِلَةٍ ويَعْصُرَ والرِّبَاب


(a) الأصل: البزار.
(b) في الأصل: فقال الحضينُ!.
(c) في الأصل: يتصور، والمراد ارتقاء السور. يُعرِّض بعبد الله وكان قد تسوَّر حَائطًا إلى امرأة قبل ذلك. انظر: المبرد: الكامل في اللغة ٢: ٢٨، التذكرة الحمدونية ٧: ١٩٥، التوحيدي: البصائر والذخائر ٨: ١٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>