للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِسْمِ اللّه الرَّحْمن الرَّحِيْم

المَسْؤُول من إنْعَام سَيِّدنا أنْ يُلْحق عبدَهُ فُلَان ابن فُلَانٍ بمَن تَشَرَّف بالرِّوَايَة عن جَلالِهِ، واغْتَرَف من بَحْره الفَائِق في كَمَالِه، فِي الفَضْل الّذي شَمِلِ كافَّة مُرِيديهِ، وعَمِّ جميع طَالِبيهِ، أنْ يُجِيْز لكاتبهِ جميع ما يَرْويهِ، من مَرْويٍّ ومَسْمُوع، ومُسْتَجاز ومَقُول ومَجْمُوع، ليَحْصُل له الجَمَال في الانْتِسَاب إليهِ، والاعْتِمَاد في الرِّوَايَةِ عليه، لأنَّهُ الصَّدْرُ الّذي حَمَّل الخَلَفَ، وسَدَّ ثُلْمَةَ الماضين من السَّلَف، فلا بَرح يُنعم بما يُنْعِم به لسَائلهِ عَيْنًا، ويكسب به عِلِمًا وعَيْنًا، ولا زال يُفِيدُ وَفْدَهُ، ويُوْلي من نِعْمتَي العِلْم والبرّ رفدَهُ إنْ شَاءَ اللّهُ تعالَى.

وبخطِّ الرَّيْحَانِيّ: وأنْشَدَني أيضًا لنَفْسِه. قُلتُ: وهو إجَازَة لي منه: [من الطويل]

إذا غَابَ عن غابِ المَنَاصِبِ لَيْثُها … تَسَامَى إليها ابنُ الحُصَيْنِ وسَامَهَا

كَذاكَ نُجوُمُ اللَّيْلِ تَبْدُو طَوَالِعًا … إذا فارقَتْ شَمْسُ الأصِيْلِ مَقَامَهَا

وبخَطِّه وأنْشَدَني لنَفْسِه، وقد أجَازَهُ لي أيضًا: [من الطويل]

لئن حَالتِ الأحْوَال دُونَ لقِائنِا … فحَالُ صَفَاءَ الوُدِّ لَيْسَ يَحُولُ

وما بُعْدُ دَارِ الخِلّ تُبْعِدُ أُنْسَهُ … إذا كانَ في القَلْبِ المَشُوقِ يَجُولُ

قال: وأنْشَدَني لنَفْسِه. قُلتُ: وهو لي إجَازَة منه: [من الطويل]

تَوَاضَعْتُ حتَّى ظَنَّ بي كُلّ صَاحِبٍ … سُقُوطَ مَقَامٍ أو مَذَلَّةَ خَاضِعِ

وما ذاكَ إلَّا أنَّ نَفْسِي كَرِيْمَةٌ … تَرَى الكِبْرَ عن كِبْرٍ يُرَى في المجَامعِ

وكُلُّ عليِّ القَدْرِ تَكْبُر نَفْسُه … عن الكِبْر إذ مَعْنَى العُلَى في التَّوَاضُعِ

<<  <  ج: ص:  >  >>