للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وأنْشَدَني لنَفْسِه، وأجَازَهُ لي: [من الكامل]

ادْأَبْ لنَفْسِكَ في التَّعَلُّم جَاهِدًا … إنَّ التَّعَلُّم يَرْفَعُ الأقْوَاما

كم من وَضِيْعٍ لَيْسَ يكرمُ أصْلُهُ … قد حَلَّ بالعِلْم الذُّرَى وتَسَامَى

وتَرَى الزَّكيِّ الأصْلِ يَصْغُر أمْرُه … بالجَهْلِ حتَّى ما يُعَارُ سَلَامَا

والكَلْبُ لمَّا أَنْ تَعَلَّم صَائِدًا … أضْحَى بذاكَ يُسَوَّغُ الإكْرَاما

أخْبَرَنا أبو الحُسَين يَحْيَى بنُ عليّ القُرَشِيّ، بعدَما قرأتُ عليه الحَدِيْث الّذي رَوَاهُ لنا عنه، وقد قدَّمناهُ، قال: القَاضِي أبو القَاسِم بن عُثْمان من أعْيَان أهْلِ هذا الشَّأْن، ومن بَيْتِ الرِّفْعَةِ والرِّئَاسَةِ، سَمِعَ الكَثِيْرَ، وحصَّل الأُصُول، وانْتَقَلَ إليه أكْثَرُ أجْزاءِ الحافِظ السِّلَفِيّ الّتي بخَطِّه وخَطِّ غير، ودَخَلَ الشَّام والعِرَاقَ وحدَّث بهما، وِكانت له عِنَايةٌ بالحَدِيْث، ومَعْرفَةٌ بالشُّيُوخ، وكان ثَبْتًا مُتَحرِّيًا في الرِّوَايَة، رَوى لنا عن الشَّريفِ أبي مُحَمَّد العُثْمانيّ، وأبي طَاهِر السِّلَفِيّ، وأبي عَبْد اللَّهِ بن الرَّحبيِّ، وأبي القَاسِم بن جَارة الفَقِيه، وسَالِم بن إسْحاق المَعَرِّيّ، وأَبي القَاسِم المَصِّيْنِيّ، وغيرهم.

سَألتُهُ عن مَوْلدِه فقال: في العَاشِر من شَعْبان سَنَة سَبْعٍ وأرْبَعين وخَمْسِمائَة. وتُوفِّيَ رَحِمَهُ اللّهُ فَجْأةً، في سَلْخ ذِي الحِجَّة سَنَة خَمْس عَشرة وسِتّمائة بالقَاهِرَة.

أنْبَأنَا أبو عَبْدِ اللّه مُحَمَّد بن مَحْمُود بن النَّجَّار، قال: حَمْزَةُ بن عليّ بن عُثْمان بن يُوسُف بن إبْراهيم بن يُوسُف بن إبراهيم بن أحْمَد بن يَعْقُوب بن مُسْلِم بن مُنَبِّه القُرَشِيّ المَخْزُوميّ، أبو القَاسِم الكَاتِب من ولدِ عَبْد اللّهِ بن أبي رَبِيْعَة المَخْزُوميّ، ويُلقَّب بالأشْرَف، من أهْل مِصْر، كان والدهُ صَاحِب دِيْوَان مِصْر في أيَّام المِصْرِيِّيْن، وَلي هو الدِّيْوَان في أيَّام صَلاح الدِّين.

<<  <  ج: ص:  >  >>