للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخْبَرَنا أبو الحَجَّاج يُوسُف بن خَلِيل، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم بن بَوْش، قال: أخْبَرَنا أبو العِزّ أحْمَد بن عُبَيْدِ الله بن كَادِش، قال: أخْبَرَنا أبو عليّ مُحَمَّد بن الحُسَين الجَازِرِي، قال: أخْبَرَنا أبو الفَرَج المُعَافَى بن زَكَرِيَّاء الجَرِيْريّ (١)، قال: حَدَّثَنَا أبي، قال: حَدَّثَنَا أبو أحْمَد الخُتَّلِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو حَفْص - يعني النَّسَائِيّ - قال: قَرَأتُ في كتابٍ عن عَبْد المَلِك بن قُرَيْب الأصْمَعِيِّ، قال: دَخَلَ أعْرَابيٌّ على خَالِد بن عَبْد اللهِ القَسْرِيّ فقال: أصْلَح اللهُ الأَمِير، إنِّي قد امْتَدَحتُكَ ببَيْتَيْن ولستُ أنشْدكهما إلّا بعَشرة آلافٍ وخَادِم، فقال له خَالِد: قُلْ، فأنْشَأَ يَقُول: [من الطويل]

لَزِمْتَ نَعَم حتَّى كأنَّك لَم تكُنْ … لَزِمْت من الأشْيَاء شيئًا سِوَى نَعَمْ

وأنْكَرت لا حتَّى كأنَّك لَم تَكُن … سَمِعْتَ بلا في سَالِفِ الدَّهْرِ والأُمَم

فقال خَالِد بن عَبْد اللهِ: يا غُلَام، عَشرة آلاف وخَادِمًا يَحْملُها.

قال (٢): ودَخَل عليهِ أعْرَابيٌّ، وقال: إنِّي قد قلت شِعْرًا، وأنْشَأ يَقُول: [من الطول]

أخَالِدُ إنِّي لم أزُرْك لحاجَةٍ … سوَى أنَّني عافٍ وأنْتَ جَوَادُ

أخَالِدُ إنَّ الأجْر والحَمْد حَاجتي … فَأيُّهما تأبَي (a) وأنْتَ عِمَادُ

فقال له خَالِد بن عَبْد الله: سَل يا أعْرَابيّ، قال: قد جَعَلْت المَسْألَةَ إليَّ أصْلَح اللهُ الأمِيرَ؟ قال: نعم، قال: مائة ألف دِرْهَم، قال: أكْثَرتَ يا أعْرَابيّ، قال: أفأحُطّك أصْلَح اللهُ الأَمِير؟ قال: نَعَم، قال: قد حَطَطْتُكَ تِسْعين ألفًا، فقال


(a) المعافى: أتاني. وفيات الأعيان وتاريخ الإسلام: تأتي، ويجيئ مثله فيما بعد في رواية أخرى أدرجها المؤلف عن ابن عساكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>