للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له خَالِد: يا أعْرَابيّ، ما أدْري من أي أمْرَيْك أعْجَب! فقال له: أصْلَح اللهُ الأَميرَ، إنَّك لمَّا جَعَلت المسألةَ إليَّ سَألتُكَ على قَدْركَ وما تَسْتَحقُّه في نفسك، فلَّا سَألْتني أنْ أحُطّ حَطَطْتُكَ على قَدْري وما أسْتَاهلُه في نَفْسِي، فقال له خَالِد: والله يا أعْرَابيّ لا تَغْلبني، يا غُلَام مائة ألف، فَدَفَعها إليه.

أخْبَرَنا عَتِيق السَّلَمَانِيّ، قال: أخْبَرَنا عليّ بن الحَسَن (١)، ح.

وحَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحْمَد الفَنَكِيّ، عن أبي المَعَالِي بن صَابِر، قالا: أخْبَرَنا أبو القَاسِم النَّسِيبُ، قال: أخْبَرَنا رَشَاء بن نَظِيف بن مَا شَاء الله، ح.

وأخْبَرَنا أبو القَاسِم عَبْد الغَنِيّ بن سُلَيمان بن بنيْن المِصْرِيّ بالقَاهِرَة المُعِزِّيَّة، قال: أخْبَرَنا أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن حَمْد الأرْتاحِيّ، قال: أخْبَرَنا عليّ بن الحُسَين الفَرَّاء إجَازَةً، قال: أخْبَرَنا عَبْدُ العَزِيْز بن الحَسَن، قالا: أخْبَرَنا الحَسَن بن إسْمَاعِيْل، قال: حَدَّثَنَا أحْمَد بن مَرْوَان المالِكِيُّ (٢)، قال: حَدَّثَنَا أبو الحَسَن الرَّبَعِيِّ، قال: حَدَّثَنَا الزِّيَادِيّ، عن العُتْبِيّ، قال: دخَل أعْرَابيّ على خَالِد القَسْرِيّ فقال: إنِّي امْتَدَحتُكَ ببَيْتَيْن فاسْمَعْهُما، قال: هاتِ، فأنْشَأَ يَقُول: [من الطويل]

أخَالِدُ إنِّي لَم أزُرْكَ لحاجَةٍ … سوَى أنَّني عافٍ وأنْتَ جَوَادُ

أخَالِدُ بين الأجْرِ والحَمْد حَاجَتي … فَأيُّهما تأتِي فأنْتَ عِمَادُ

فقال خَالِد: سَلْني يا أعْرَابيّ، قال: قد جَعَلْتَ المَسْألةَ إليَّ؟ قال: نعم، قال: مائة ألف دِرْهَم، قال: أسْرَفْت يا أعْرَابيّ، قال: أفأُحطُّكَ أصْلَح اللهُ الأَمِير؟ قال: نعم، قال: حَطَطْتُكَ تِسْعين (a) ألفًا، قال: ما أدْرِي يا أعْرَابيّ أيّ أمْرَيْك أعْجب: حَطِيْطَتُكَ أم سُؤالك!؟ فقال: أصْلَح اللهُ الأَمِير، إنِّي سَألتكَ (b) على قَدْرك،


(a) ابن عساكر: بستِّين.
(b) ابن عساكر: أسألك.

<<  <  ج: ص:  >  >>