للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرَّحم، وحَسَدتَ ابن العَمّ، فقال: عُمَر بن الخَطَّابِ: إنَّك لقَرِيبُ (a) القَرَابَةِ، حَدِيْثُ السِّنّ، مُغضَبٌ في ابن عمِّكَ.

وقال الحافِظُ أبو القَاسِم (١): أخْبَرَنَا أبو غَالِب أحمد، وأبو عَبْد الله يَحْيَى ابْنَا الحَسَن، قالا: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن أحْمَد، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمن بن العبَّاسِ، قال: أخْبَرَنا أحْمَدُ بن سُلَيمان، قال: حَدَّثَنَا الزُّبَيْر بن بَكَّار، قال: حَدَّثَني مُحَمَّدُ بن مَسْلَمَة، عن مَالِك بن أنَسٍ، قال: قال عُمَر بن الخَطَّاب لأبي بَكْر الصِّدِّيْق: اكْتُب إلى خَالِد بن الوَلِيدِ أنْ لا يُعْطي شَاةً ولا بَعِيْرًا إلَّا بأمْركَ، قال: فكَتَبَ أبو بَكْر بذلك فكَتَبَ إليه خَالِد بن الوَلِيد: إمَّا أنْ تَدَعني وعَمَلي: وإلَّا فشَأنك بعَملكَ! قال: فأشَار عليه عُمَر بعَزْلهِ (b)، فقال أبو بَكْر: مَنْ يَجْزِي عنِّي جَزَاة خَالِد؟ قال عُمَر: أنا، قال: فأنْتَ.

قال مالكٌ: قال زَيْدُ بن أسْلَم: فتجهَّز عُمَرُ حتَّى أُنِيْخَت الظَّهْر في الدَّارِ، وحَضَر الخُرُوج، فَمَشَى أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى أبي بَكْر، فقالوا: ما شَأنُكَ تُخْرج عُمَر من المَدِينَة وأنت إليه مُحْتاج، وعَزَلت خَالِدًا وقد كَفَاكَ؟ قال: فما أَصْنَعُ؟ قالوا: تَعْزم على عُمَر فيَجْلس، وتكتُب إلى خَالِدٍ فيُقيم على عَملهِ، ففَعَل.

فلمَّا وَلِيَ عُمَرُ كَتَبَ إلى خَالِد أنْ لا تُعْطي شَاةً ولا بَعِيْرًا إلَّا بأمْري، قال: فكَتَبَ إليهِ خَالِدٌ بمثْل ما كَتَبَ إلى أبي بَكْر، فقال عُمَر: ما صدقْتُ اللهَ إنْ كُنْتُ أشَرْتُ على أبي بَكْر بأمْرٍ ولم أُنْفِذهُ، فعَزَلَهُ، وكان يَدْعُوه إلى أنْ يَسْتعملَهُ فيأبَى إلَّا أنْ يُخْليه يَعْمل ما يشاءُ فيأبَى عُمَر.

أنْبَأنَا [ … ] (c)، قال أخْبَرَنا أبو القَاسِم إسْمَاعِيْل بن أحْمَد بن السَّمَرْقَنْديّ، قال: أخْبَرَنَا أبو الحُسَين أحمد بن مُحَمَّد بن النَّقَّور، قال: أخْبَرَنَا أبو طَاهِر المُخَلِّص،


(a) ابن عساكر: إنك قريب.
(b) ابن عساكر: فعزله.
(c) بياض قدر خمس كلمات، أبقاه لاستكمال مصدره في أخذ الرواية. وتقدم التعليق عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>