للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وحَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عُثْمان، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن تَسْنِيم أبو طَاهِر الوَرَّاق، قال: حَدَّثَنَا ابنُ خَلِيفَة الأسَدِيُّ، عنِ رَجُلٍ من أهْلِ أَذْرِعات قد سمَّاهُ مُحمَّدُ بن تَسْنِيم بإسْنَادٍ أجْوَد منِ هذا، عن خُرَيْم بن فَاتِك، وفيه اخْتِلَافٌ في الشِّعْر، قال: قال خُرَيْم بن فَاتِكٍ: خَرَجْتُ في بغَاءِ إبلٍ لي فأصَبْتُها بأَبْرَق العَزَّاف، قال: وكُنَّا إذا نَزَلنا بوادٍ يقُول قُلْنا (a): نَعُوذ بعَزِيز هذا الوَادِي، نَعُوذ بسَيِّدِ هذا الوَادِي، فإذا بهاتفٍ يَهْتفُ بي وهو يَقُول: [من الرجز]

عُذْ باللهِ ذي الجَلَالِ … مُنَزِّلِ الحَرَامِ والحَلَالِ

ووَحِّدِ اللهَ ولا تُبَالي … ما كَيْدُ ذي الجِنِّ مِنَ الأهْوَالِ

إذ يذكُرُ اللهَ على الأمْيَالِ … وفي سُهُولِ الأرْض والجِبَالِ

وصَارَ كَيْدُ الجِنِّ في سِفَالِ … إلَّا التُّقَى وصَالِحُ الأعْمَالِ

قال: فقُلتُ لَهُ: [من الرجز]

يا أيُّها القَائِلُ ما تَقُولُ … أرَشَدٌ عندَكَ أَم تَضْلِيْلُ

فقال: [من الرجز]

هذا رسُولُ اللهِ ذو الخَيْراتِ … جَاءَ بيَاسِيْنَ وحَامِيْمَاتِ

وسُوَرٍ بَعْدُ مُفَصَّلَاتِ … يأمُرُ بالصَّلاة والزَّكَاةِ

ويَزْجُرَ الأقْوَامَ عن هَنَاتِ … قد كُنَّ في الأيَّامِ مُنْكَراتِ

قال: قُلْتُ له: مَنْ أنْتَ؟ قال: أنا مَلَك ابن مَلَك الجِنِّيّ، بَعَثني رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمِ على جِنّ نَجْد، قال: قُلتُ: أمَا لو كان من يُؤدِّي إبلي هذه إلى أهْلي لأتَيْتُه حتَّى أُسْلِم على يدَه، قال: فأنا أؤَدِّيها، قال: فرَكبْتُ بَعِيْرًا منها، ثمّ قَدِمْتُ فإذا النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم على المِنْبَر، فلمَّا رآني، قال: ما فَعَل الرَّجُل


(a) كذا في الأصل، ولعل الأظهر إذا نزلنا بواد نقول، أو: قلنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>