للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخْبَرَنا أبو الحَجَّاج يُوسُف بن خَلِيل بن عَبْد اللَّهِ، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم يَحْيَى بن أَسْعَد بن بَوْش، قال: أخْبَرَنا أبو العِزّ أحْمَدُ بن عُبَيْدِ اللَّه بن كَادِشٍ العُكْبَرِيّ، قال: أخْبرنا مُحمّد بن الحُسَين الجَازِريّ، قال: أخْبرَنا المُعَافَى بن زَكَريَّاء الجَرِيْريّ القَاضي (١)، قال: حَدَّثَنَا أبو بَكْر بن أبي دَاوُد، قال: حَدَّثَنَا حُسَيْن بن عليّ بن مِهْرَان، قال: حَدَّثَنَا عَامِرُ بن فُرَات، عن أسْبَاط، عن السُّدِّيّ، قال: كان مَلِكٌ، وكان له ابن يُقالُ له الخَفِرُ، وإلْيَاس أخُوه أو كما قال. قال: فقال النَّاسُ للمَلِكِ: إنَّك قد كَبرْتَ وابنُك الخَضر لا يَدخْل في مُلْكِكَ، فلو زَوَّجْتَهُ لكي يكُون وَلَدُه مَلِكًا بَعْدَك؟ فقال له: يا بنيّ، تَزَوَّج، قال: لا أُرَيد، قال: لا بُدَّ لك، قال: فزَوِّجْني، فزَوَّجَهُ امرأةً بِكْرًا، فقال لها الخَضِر: إنَّهُ لا حَاجَةَ لي في النِّسَاء، فإنْ شِئْت عَبدت اللَّهَ معي وأنت في طَعَام المَلِك ونَفَقته، وإنْ شِئْتِ طَلَقتُك؟ قالت: بل أعْبُدُ اللَّه مَعَكَ، [قال] (a): فلا تُظْهري سِرِّي فإنَّكِ إنْ حَفِظْتِ سِرِّي حَفظَكِ اللَّهُ، وإنْ أظْهَرْت عليه أهْلَكِ أهْلَكَكِ اللَّه، فكانت معه سَنَةً لَم تَلِدِ، فدَعَاها المَلكُ، فقال: أنْتِ شَابَّةٌ، وابني شَابّ، فأينَ الوَلَدُ، وأنْتِ من نسَاءٍ وُلَّدٍ؟ فقالت: إنَّما الوَلَدُ بأمْرِ اللَّهِ، ودَعَا الخَضر فقال له: أينَ الوَلَدُ يا بنيّ؟ قال: الوَلدُ بأمْرِ اللَّهِ، فقيل للمَلِكِ: فلعلَّ هذه المَرْأة عَقِيمُ لا تَلِدُ، فزَوِّجْهُ امرأةً قد ولدتْ، فقال للخَضِر: طَلِّق هذه، فقال: تُفَرِّق بيني وبينها وقد اغْتَبَطْت بها؟! قال: لا بُدَّ، فطَلَّقَها، ثُمَّ زوَّجَهُ ثَيِّبًا قد ولَدَتْ، فقال لها الخَفِرُ كما قال للأُوْلى، فقالت: بل أكُون معك.

فلمَّا كان الحَوْل دَعَاها فقال: إنَّك ثَيِّبٌ قد وَلَدْتِ قَبل ابني فأين وَلَدُكِ؟ فقالت: هل يكُون الوَلَدُ إلَّا من بَعْلٍ؟ وبَعْلي مُشْتَغِلٌ بالعِبَادَة لا حَاجَةَ له في


(a) إضافة من كتاب المعافى.

<<  <  ج: ص:  >  >>