للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى أنْ تُوفِّي مَلِك شَاه في شَوَّال سَنَة خَمْسٍ وثمانين وأرْبَعِمائة، فأطْلَقتْهُ خَاتُون امْرأةُ السُّلْطان.

وتَسَلَّم قَسِيم الدَّوْلَة آقْ سُنْقُر مَدِينَة حِمْص وقَلْعتها، فلمَّا قُتِلِ قَسِيم الدَّوْلَة، قَتَلَهُ تَاج الدَّوْلَةِ، وتَسَلَّم البِلادَ، وسَلَّم حِمْص إلى جَنَاح الدَّوْلَةِ حُسَيْن.

أنْبَأنَا أبو اليُمْن زَيْدُ بن الحَسَن، قال: كَتَبَ إلينا أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن عليّ العُظَيْميّ (١)، وقال: سَنَة ثَلاثٍ وثَمانين وأرْبَعِمائة، وفيها سَارَ الأَمِيرُ قَسِيم الدَّوْلَة، وبُزَان، وغِسْيَان، وتَاج الدَّوْلَة، ونَزَلُوا حِمْص وفَتَحُوها من يَدِ ابن مُلاعِب، وحَمَلُوا ابن مُلاعِب في قَفَص حَدِيد إلى عند السُّلْطان، فلمَّا هَلَك السُّلْطان خَلص ابن مُلاعِب وصَعدَ إلى مِصْر، وعاد منها، [و] تَسَلَّم قَلْعَة أفَامِيَة، وأقام بها سَبْعَة عَشر سَنَةً وقُتِلَ.

وقال (٢): سَنَة أرْبَعٍ وثَمانين وأرْبَعِمائة، فيها تَسَلَّم الأَمِيرُ قَسِيم الدَّوْلَة قَلْعَة أفَامِيَةِ مِن يَد ابن مُلاعِب، وتَرَكَ فيها بعض بني مُنْقِذ، وعادَ إلى حَلَب في العاشِر من رَجَب.

قلتُ: هكذا ذَكَرَ العُظَيْميّ، ونَقَلْتُه من خَطِّه من كتابٍ في التَّاريخ جَمَعَهُ وسَمَّاهُ المُؤَصَّل على الأصْلِ المُوَصَّل (٣)، وقال: وعَادَ منها -يعني من مِصْر-[و] تَسَلَّم قَلْعَة أفَامِيَة وأقام بها سَبْعَة عَشر سَنَة. وهذا وَهْمٌ؛ فإنَّ قَتْل ابن مُلاعِب سَنة تِسْعٍ وتِسْعِين، وعَوْدِه من مِصْر فيها، وإنْ كان أرادَ ولايته الأُوْلَى فالكَلَام غير مُسْتَقيم لأنَّهُ أخْبر أنَّهُ تَسَلَّم قَلْعَة أفَامِيَة وأقام بها سَبْعَة عَشر سَنَة وقُتِلَ! وقد


(١) كلام العظيمي في كتابه المؤصل، المفقود أصله، كما يذكر ابن العديم بعده، وانظر الخبر ملخصًا في كتاب العظيمي: تاريخ حلب ٣٥٥.
(٢) انظر شبيهه مختصرًا في تاريخ حلب للعظيمي ٣٥٥.
(٣) تقدم العريف بالكتاب في هذا الجزء.

<<  <  ج: ص:  >  >>