للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو كان خَطْبُ المَوْت يقبَلُ فِدْيَةً … ويَدْفَعُهُ سَعْي الكميّ المُدَرَّعِ

فَدَيتُكَ بالنَّفْسِ النَّفِيْسَة طَائِعًا … ودَافَعْتُ بالجَيْش اللُّهَام المُمَنَّعِ

بضَرْب طَليْقِ الكَفِّ حرَّان ثَائر … وطعْن رَبيْط الجأشِ في الرَّوْع أَرْوَعِ

ببِيْضٍ تَقُدَّ البِيْضَ من حَرِّ وَقْعِهَا … وسُمْر تردّ القِرن قَانِي المقنَّعِ

وكُلّ فَتًى يَلْقَى المَنَايا بصَدْرهِ … بقَلْبٍ ثَبوتٍ لا بقَلْبٍ مُزْعْزَعِ

يَفُضُّونَ بنيان المَقَانب في الوَغَى … بكَبَّاتِ آسَادٍ مَشَابِيْلَ جُوَّعِ

ولكنَّه مَنْ لا يُتَاقِي ويُلْتَقَى … ببَذْل فِدَاءٍ أو بأطْرَافِ شُرَّعِ

لقد كُنْتَ لي حِصْنًا حَصِيْنًا من العِدَى … إليه الْتِفَاتِي في الخُطُوب ومَفْزَعي

وعَارِض جُوْد منه أسْتَنْزل النَّدَى … فأُسْقَى بغَيْثٍ من عَطَايَاه مَرْبَعِي

فأضْحِي ومن بَحْرِ المَكَارِم مَشْرَبي … وأُمْسِي وفي رَوْض المَوَاهِب مَرْبَعِي

سَأبْكيهِ أيَّام الحياةِ وإنْ أَمُتْ … بَكَتْهُ عِظَامِي في قَرَارةِ مَضْجعِي

وأَشْكُرهُ شُكْرَ الثَّرَى لسَمَائهِ … بدُرٍّ من اللَّفْظ البَليْغ المُرَصَّعِ

وما كَلفٌ بالشَّيء مثلُ مكلَّفٍ … ولا دَاعيَاتُ الطَّبْعِ مثْلُ التَّطْبُّعِ

ولا كُلُّ مَن يُوْلَى جَميْلًا بشَاكِرٍ … ولا كُلُّ مَنْ يُدْعَى خَطِيْبًا بمصْقَعِ

هو المَرْءُ أدْنَانِي فأبعَدَ غَايَتي … ووَسَّعَ في ذَرْعِي وطوَّلَ أَذْرُعِي

فَتًى بَدَأَ الإِحْسانَ حَيًّا ومَيِّتًا … بفَرْط اصْطِنَاعٍ لا بفَرْط تَصَنُّعِ

بإسْدَاءِ مَعْرُوفٍ وإلْغاءِ مُنْكرٍ … يُسَكِّن مَسْلُوبَ الجنَان المُرَوَّعِ

وتَسْلِيمه تاجَ الخِلَافَة بَعْدَهُ … إلى خَيْرِ مَدْعُوٍّ وأوْثَق مُوْدَعِ

هَوَى قَمَرُ العَلْيَاءِ من بُرْج سَعْدِه … فأطْلعَ شَمْسَ المَجْد من خَيْر مَطْلِعِ

بفَرْعٍ نَمَا من دَوْحَةٍ طَاهِريَّةٍ … نَما عَرْفُها عن طَيِّها المُتَضَوِّعِ

بمُستعْصِم باللَّه مُنْتَصرٍ له … بحَزْمِ التَّأنِّي لا بحَزْم التَّسَرُّعِ

أقامَ مَنَارَ المُلْكِ بَعْدَ اعْوِجَاجهِ … وشيَّد وَاهِي الدِّين بعد التَّضَعْضُعِ

<<  <  ج: ص:  >  >>