للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَغْدَاد في عَسْكَرٍ عظيم، وعَاثَ في أطْرَافها، وأفْسَدَ في أكْنَافها، فخَرَجَ الإمَامُ المُسْتَرْشِد باللهِ أَمِير المُؤْمِنيْن من دار الخِلَافَة، واجْتَمَعت إليه الأجْنَاد، وظَهَرَ إليهِ، وحَمَل عليه، فهَزَمَ دُبَيْسًا وعَسْكَره وتَمَّ إلى الحِلَّة المَزْيَديَّةِ فنَهَبَها، وذلك في المُحَرَّم سَنَة سَبْعِ عَشرة وخَمْسِمائَة، وانْهَزَم دُبَيْس من العِرَاق في خَوَاصِّ أصْحَابِه وغِلْمَانهِ خَوْفًا من الخَلِيفَة، وهَرَبَ نحو الشَّام.

قَرَأتُ في تاريخ أبي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّد بن عليّ العُظَيْميّ (١) بخَطِّه في حَوَادِث سَنَة تِسْعٍ وعِشْرين وخَمْسِمائَة. وأنْبَأنَا به عنه المُؤيَّد بن مُحَمَّد النَّيْسَابُوريّ وغيره، قال: تَوَاقَع على باب مَرَاغَة السُّلْطان مَسْعُود والمُسْتَرْشِد بالله، فانْكَسَر المُسْتَرْشِد وأُسِر، فوَثَبَ عليه قَوْمٌ بالسَّكاكيْن فقَتَلُوهُ، واضْطَرَبَ العَسْكَر، فأوْجَبَ التَّدْبِير أَنْ قُتِلَ دُبَيْس بن صَدَقَة بحَضْرَة السُّلْطان مَسْعُود.

أخْبَرَنا أبو هَاشِم عَبْدُ المُطَّلِب بن الفَضْل الهاشِميّ، قال: أخْبَرَنا أبو سَعْد السَّمْعَانيّ، قال: قَرأتُ بخَطِّ الإمَامِ أبي نَصْر مُحَمَّد بن مَحْمُود (a) السَّرَهْ مَرْد الشُّجَاعِيّ على جلْدِ كتاب السُّنَن لأبي دَاوُد: قُتِلَ دُبَيْسٌ بالمَرَاغَةِ يَوْم الأرْبَعَاء الرَّابِع عَشر من ذِي الحِجَّةِ سَنَة تِسْعٍ وعشْرين وخَمْسِمائَة.

نَقَلْتُ من تاريْخٍ جَمَعَهُ الرَّئِيسُ أبو عليّ الحَسَن بن عليّ بن الفَضْل الدَّارِيُّ (٢)، وَقَعَ إليَّ بمَارِدِين، قال في حَوَادِث سَنَة تِسْعٍ وعشْرين وخَمْسِمائَة: وفيها قُتِلَ دُبَيْس بن صَدَقَة في ذِي الحِجَّةِ.


(a) في الأصل: محمد، والمثبت من طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٦: ٣٩٥، وتاريخ الإسلام ١٠: ٥٠٢، ٥٣١، وسير أعلام النبلاء ٢٠: ٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>