للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ببَغْدَاد، قال: حَدَّثَني مُحَمَّدُ بن عليّ قَوْس (a)، قال: حَدَّثَني الحُسَينُ بن دِعْبِل بن عليّ الخُزَاعِيّ الشَّاعر، قال: حَدَّثَني أبي، قال: لمَّا قُلتُ: [من الطويل]

مَدَارِسُ آياتٍ خَلَتْ من تِلَاوةٍ

قَصَدْتُ بها أبا الحَسَن عليّ بن مُوسَى الرِّضَا سَلَامُ الله عليهما، وهو بخُرَاسَان، وَليّ عَهْد المَأْمُون، فوصَلْتُ إليه فأنْشَدتُهُ إيَّاها، فاسْتَحْسَنَها، وقال لي: لا تُنْشِدْها أحدًا حتَّى آمُرك، واتَّصَل خَبَرىِ بالمَأْمُون، فأحْضَرَني وسَائلَني عن خَبَري، ثُمَّ قال لي: يا دِعْبِل، أنْشِدْني مَدَارِس آياتٍ، فقُلتُ: لا أعْرِفُها يا أَمِيرَ المُؤْمنِيْن، فقال: يا غُلَامُ، أحْضِر أبا الحَسَن عليّ بن مُوسَى، قال: فلَم يكُن بأسْرَع من أنْ أُحْضِر، فقال: يا أبا الحَسَن، سَألتُ دِعْبِلًا عن مَدَارِس آياتٍ فذَكَرَ أنَّهُ لا يَعْرفُهَا، قال: فالْتَفَتَ إليَّ أبو الحَسَن وقال: أنْشِدنا [يا] (b) دِعْبِل، فأنْشَدتُ القَصِيدَةَ، ولَم يُنْكِر ذلك المَأْمُون إلى أنْ بَلَغْتُ إلى بيتٍ منها (١): [من الطويل]

فآل رسُول اللهِ هُلْبٌ رِقَابُهُمْ … وآل زِيَادٌ غُلَّظُ القَصَراتِ

فقال: والله لأُهِيْنَنَّها.

ثُمَّ تَمَّمتُها إلى آخرها فاسْتَحْسَنَها، وأمَر لي بخَمْسِين ألف دِرْهَمٍ، وأمرَ لي عليّ بن مُوسَى بقَريبٍ منها، فقُلتُ لَهُ: يا سَيِّدِي، أُرِيْدُ أنْ تَهَبَ لي ثَوْبًا يلي بدنكَ أتَبرَّكُ به وأجْعَلهُ كَفَنًا، فوَهَبَ لي ثَوْبًا قد ابْتَذَلَهُ ومنْشَفَة، وأظُنُّه قال: وسَرَاوِيل. قال: ووَصَلَني ذو الرِّيَاسَتَيْن، وحَمَلَني على بِرْذَوْن أصْفَر خُرَاسانِيّ عَجِيْب.


(a) لم يرد لقبه في كتاب التنوخي: الفرج بعد الشدة.
(b) إضافة من كتاب من التنوخي، وفيه: أنشده يا دعبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>