للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا وُتِرُوا مَدُّوا إلى وَاتِريهم … أكُفًّا عن الأوِتارِ مُنْقَبضَاتِ

فلَوْلَا الّذي أرْجُوه في اليَوْم أو غَدٍ … تقَطَّعَ قَلْبي إثْرَهُم حَسَرَاتِ

قال: فبَكي المَأْمُون حتَّى اخْضَلَّت لِحْيَتُه، وجَرَتْ دُمُوعه على نَحْره، وكان دِعْبِل أوَّلَ دَاخِل إليه وآخر خَارِج من عنده، فواللهِ إنْ شَعَرنا بشيءٍ إلَّا وقد عتَب على المَأْمُون، وأرْسَل إليه بشِعْرٍ يقُول فيه (١): [من الكامل]

وَيَسُومني (a) المَأْمُونُ خِطَّةَ ظَالِمٍ (b) … أو ما رَأى بالأَمْسِ رَأسَ مُحَمَّدِ

يُوفى (c) على هَامِ الخَلَائِق (d) مثْلما … تُوفى الجِبَالُ على رُؤوسِ القَرددِ

لا تَحْسِبَنْ جَهْلِي كحِلْمِ أبي [فما] (e) … حِلْمُ المَشَايخ مثل جَهْلِ الأمْرَدِ

إنِّي من القَوْم الّذين سُيُوفُهم … قَتَلَتْ أخاكَ وشرَّفتْكَ بمَقْعَدِ

شَادُوا بذِكْركَ بعدَ طُول خُمُولهِ … واسْتَنْقذُوكَ من الحَضِيْض الأبْعَدِ (f)

فلمَّا سَمِعَ بهذا المَأْمُون قال: كَذَبَ عليَّ، مَتى كُنْتُ خَامِلًا؛ وإنِّي لخَلِيفَة وابن خَلِيفَة وأخو خَلِيفَة، ومَتى كُنْتُ خَامِلًا فرَفَعني دِعْبِل، فواللهِ ما كافَأهُ ولا كَافأ أبي ما أسْدَى إليهِ وذلك أنَّهُ لمَّا تُوفِّي أنْشَأ يَقُول (٢): [من الوافر]

وأبْقَى طَاهِرٌ فينا خلَالاً (g) … عَجَائِبَ تَسْتَخفُّ لها الحلُومُ

ثلاثةَ أخوةٍ (h) لأبٍ وأُمٍّ … تَمايز (i) عن ثَلَاثتهم أرُوْمُ


(a) الديوان ووفيات الأعيان: أيسومني.
(b) الديوان ووفيات الأعيان والوافي: جاهل، التذكرة الحمدونية: عاجز، الشعر والشعراء لابن قتيبة: عارف.
(c) الديوان وابن قتيبة: نوفي.
(d) الديوان: الخلائف.
(e) إضافة من ديوانه والتذكرة وابن عساكر.
(f) الديوان والتذكرة ووفيات الأعيان: الأوهد.
(g) الديوان والأغاني: ثلاثًا.
(h) الديوان والأغاني: أعبد.
(i) الديوان والأغاني: تميّز.

<<  <  ج: ص:  >  >>