للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصَدْرٌ نَحِيْفٌ كَثِيْرُ العِظَامِ … تُقَعْقِع من فَوْقه المِخْنَقهْ

وثَغْرٌ إذا كَشَفت (a) خِلْتَهُ … نحانِح فاميَةٍ مُغْلَقَه (b)

وقال في جَاريَتهِ بُرْهَان يَهْجُوها (١): [من المتقارب]

بُرْهَانُ بَارِدةُ المَطْبَخِ … وحَمَّامُها وَاسِعُ المسْلَخِ

وإنَّكَ لو نِلْتَها نَيْلة (c) … لأفضَيْتَ منها إلى بَرْبَخِ

ولو كَشَفَتْ لك عن فَعْلها (d) … لأبْصَرْتَ مِيْلَينِ في فَرْسَخِ

وقال فيها أيضًا (٢): [من السريع]

بُرْهَان لا تُطْرِبُ جُلَّاسَها … حتَّى تُريكَ الصَّدْرَ مَكْشُوْفا

شَبَّهْتُها لمَّا تغنَّت لهم … بنَعْجَةٍ قد مَضَغَتْ صُوْفا

ثُمَّ قال عَبْدُ الله بن طَاهِر لصِيْنِيّ: فعلى مَنْ بَقَّى هذا؟ وَيْحَك يا صِيْنِيّ، لا أحْسبُه إلَّا كما قُلْت. ثمّ حُثَّت علينا الكَاسَاتُ، وبَقِيْتُ من حِفْظِه لهذه الأشْيَاء مُتَعَجِّبًا.

قال: فلَقِيْتُ دِعْبِلًا بعد ذلك، فخِفْتُ أنْ أذْكُر له شيئًا فضَحِكتُ، فقال لي: وَيْلي عليك؛ قد تَحَامَاني النَّاسُ، وضرَّطْتُ الخُلَفَاءَ، وأنا عندَك مَوضِع مَطْنَزَةٍ وسُخْرية!؟ قُلتُ: لا ولكنِّي إنَّما ضَحِكتُ اسْتِبْشَارًا بالنَّظَر إليكَ.

قال: ثُمَّ لَقيْتُهُ من بَعْدُ فضَحِكتُ، فقال: وَيْلكَ أنْتَ على ذاكَ الّذي عَهِدْت! فالْتَفَتَ إلى غُلَامِهِ نَفْنَف، فقال: خُذ برِجْلِه ابن كَذَا وكذا، قال: قُلتُ: يا أبا عليّ، إنْ هَجَرتني وَصَلْتُكَ، وإنْ وَصَلْتَني وَددتُكَ، وإنْ جَفَوتني


(a) الديوان: كشَّرت، ابن عساكر: كسرت خلجته.
(b) الديوان: تخالج فانية معلقة.
(c) الديوان: نكتها نيكة.
(d) الديوان: فرجها.

<<  <  ج: ص:  >  >>