وثَابِت بن مَنْصُور الكَيْلِيّ، وأبو مَنْصُور مَسْعُود بن عَبْد الوَاحِد بن الحُصَيْن، ومُحمَّد بن نَاصِر الحَافِظ، وأبو الكَرَم المُبَارَك بن الحَسَن بن الشَّهْرَزُورِيّ، وأحمد بن مُحمَّد بن الإخْوَة، وصَدَقَة بن الحُسَيْن بن مُحمَّد بن السَّيَّاف، وأبو الفَتْح مُحمَّد بن عَبْد البَاقي بن البَطِّيّ، وسَلَامَة بن أحْمَد بن الصَّدْر، وعليّ بن مُحمَّد بن أبي عُمَر البَزَّاز، وشَاذِي فَتى الأنْصَاريّ، وجَمَاعَة غيرهم.
وكان فَقِيهًا فَاضِلًا في المَذْهَب والخِلَاف والأُصُول، وله في ذلك مُصَنَّفاتٌ حسَنَةٌ.
وكان وَاعِظًا مَلِيْحَ العِبَارةِ، لَطِيْفَ الإشَارةِ، فَصِيْحَ اللِّسَان، طَرِيْفَ المَعَاني، يَجْلِسُ في حَلْقَةِ أبيهِ بجَامِع المَنْصُور للوَعْظ والفُتْيا إلى سَنَةِ خَمْسين وأرْبَعمائة، ثُمَّ انْقَطَع عن المُضِيّ إلى جَامع المَنْصُور، وكان يَمْضِي في السَّنَة أرْبَع دفعَاتٍ؛ في رَجَب وشَعْبَان، إلى مَقْبرة أبي عَبْدِ الله أحْمَد بن حَنْبَل، ويَعْقد مَجْلِس الوَعْظ، ويَجْتَمع عليه الخَلْقُ الكَثيرُ.
وكان جَمِيْل الصُّوْرة، له القَبُول التَّام والحُرْمَة الكَامِلةُ عند الخُلَفاء والمُلُوك والأعْيَان وخَوَاصِّ النَّاسِ وعَوَامِّهِم، وقد رُوْسِل من دَار الخِلَافة إلى مُلُوك العِرَاق وخُرَاسان وما وَرَاء النَّهْر، وحدَّث هُناك، وروَى عنه خَلْق كَثِير من أهْل أصْبَهان يَجُوزُون المائة.
وكان له شِعْرٌ أرَقّ من النِّسِيْم، وأعْذَب من النَّعِيْم.
وشَهِدَ عند قَاضِي القُضَاةِ أبي عَبْد الله الحُسَيْن بن عليّ بن مَاكُولا في النِّصْف من شَعْبان سَنَة ثَلاثين وأرْبَعمائة فقَبِلَ شَهَادتَهُ، ولَم يَزَل يَشْهَدُ إلى أنْ وَلِيَ أبو عَبْد اللهِ الدَّامَغَانيّ قَضَاء القُضَاة، فلم يَشْهَد عندَهُ وتَرَك الشَّهادَة.