للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بشَارة ودَخَلَ من باب اليَهُود، ودَخَلَتْ خَيْلُ رَشِيْق خَلْفَهُ، وحَصَلَتْ في المَدِينَةِ في اليَوْم الأوَّل من ذي القَعْدَة من سَنَة أرْبَعٍ وخَمْسِين، وكان الحاجِب قرغُوَيْه (a) في القَلْعَة، فأقام رشِيْق يُقَاتِل القَلْعَةَ ثلاثة أشْهُر وعَشرة أيَّام، وفَتَحَ باب الفَرَج، ونَزَل غِلْمَانُ الحاجِب من القَلْعَةِ، فحَمَلُوا على أصْحَاب رَشِيْق، فهزمُوهم وأخْرَجُوهم من المَدِينَةِ، فرَكِبَ رَشِيْق ودَخَلَ من باب أنْطَاكِيَة فبَلَغَ إلى القَلَانِسِيِّيْن، وخَرَجَ من باب قِنَّسْرِيْن ومَضَى إلى باب العِرَاق، فنَزَلَ غِلْمَان الحاجِب من القَلْعَةِ، وخرَجُوا من باب الفَرَج، ووَقَعَ القِتَال بينهم وبين أصْحَاب رَشِيْق، فطَعَنَ أبو يَزِيد الشَّيْبَانِيّ رَشِيْقًا، فرَمَاهُ، وأخَذَ رَأسَهُ، ومَضى بهِ إلى الحاجِب قرغُوَيْه.

وكان أبو يَزِيد الشَّيْبَانِيّ ممَّن اسْتأمَن إلى رَشِيْق من عَسْكَر سَيْف الدَّوْلَة. وقيل: إنَّ أبا يَزِيد طَعَنَ رَشِيْقًا فوقَع إلى الأرْض وضَرَبَهُ حَسْنش الدَّيْلَميّ واحْتزَّ رَأسَهُ عَبْدُ اللهِ التَّغْلِبيّ.

أنْبَأنا أبو اليُمْن زَيْدُ بن الحَسَن الكِنْدِيّ، عن أبي عَبْد اللهِ مُحَمَّد بن عليّ العُظَيْميّ (١)، قال: وفي هذه السَّنَة - يعني: سَنَة خَمْسٍ وخَمْسِين وثَلاثِمائة - مَلَكَ مَدِينَة حَلَب دُون القَلْعَة رَشِيْق النَّسِيْمِيّ وَالي أنْطَاكِيَة، وكَسَر عَسْكَر قرغُوَيْه الحاجِب، وحَاصَر القَلْعَة، فقُتِلَ وهو مُحَاصِر القَلْعَة، وعَادَ قرغُوَيْه مَلَكَ حَلَب، ومَلَكَ أنْطَاكِيَة دِزْبَر الدَّيْلَمِيّ عند قَتْل رَشِيْق.

وقَراتُ في تاريْخِ أبي غَالِب هَمَّام بن الفَضْل بن جَعْفَر بن عليّ بن المُهَذَّب المَعَرِّيّ (٢): سَنَة أرْبَعٍ وخمْسِين وثَلاثِمائة، قال: وفيها خَرَجَ ابنُ الأهْوَازِيّ بأنْطَاكِيَة،


(a) الأصل: قرعوية، وتقدم بالغين المعجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>