للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنْبَأنَا زَيْدُ بن الحَسَن، عن أبي عَبْد الله مُحَمَّد بن عليّ العُظَيْميّ (١) في حَوَادِثِ سَنَة إحْدَى وخَمْسِمائَة، قال: وفي هذه السَّنَة بَلَغَ فَخْر المُلُوك رِضْوَان ما ذُكِرَ به عن مُشَايَعَة البَاطِنِيَّة واصْطِنَاعِهم، وحِفْظ جَانِبهم، وأنَّهُ لُعِنَ بذلك في مَجْلِس السُّلْطان، فلمَّا بَلَغَهُ الخَبَر أمَرَ أبا الغَنائِم ابن أخي أبي الفَتْح البَاطِنيّ بالخُرُوج عن حَلَب فيمَن معه، فانْسَلَّ القَوْم بعد أنْ تُخِطِّف جَانبهم، وقُتِل منهم أفْرادٌ.

قلتُ: ولمَّا ملك رِضوان حَلَب قَتَلَ أخوَين له كانا من أبيهِ، فلمَّا مَاتَ رِضْوَان ومَلَكَ ابْنُه ألْب أَرَسْلَان قَتَلَ أخوَين له كانا من أحْسَن النَّاس صُوْرة، فانْظُر إلى هذه المُوَاحَدَة (٢) العَجِيْبَة!.

أنْبَأنَا المُؤيَّد بن مُحَمَّد بن عليّ الطُّوْسيّ، عن أبي عَبْد الله مُحَمَّد بن عليّ العُظَيْميّ (٣)، قال: وفيها - يعني سَنة تِسْعين وأرْبَعِمائة - عَصَى المِجَنّ المُوَفَّق على المَلِك رضْوان، وتَعَصَّب معه الحَلَبِيُّون، ثُمَّ تَخَاذلُوا عنه، واخْتَفَى، فقَبَضَ عليه المَلِكُ رِضْوَان، وعلى ذَويهِ وبَنِيه، واسْتَصْفَى أمْوَالَهُ في ذي القَعْدَة، وعَذَّبهم بأنْوَاع العَذَاب، ثُمّ قَتَلَهُ بعد ذلك، وقَتَلَهم حَوْله.

قال (٤): وفيها وَصَلَ رَسُول مِصْر إلى المَلِك رِضْوَان - يعني: من المُسْتَعْليّ - بالتَّشْرِيْفِ والخلَعِ، وخَطَبَ للمِصْرِيِّيْن شَهْرًا، ثمّ عَادَ عن ذلك.

وقال (٥): سَنَة ثَلاثٍ وتِسْعِين، وفيها كَسَرَت الإفْرَنْج المَلِك (a) رِضْوَان على مَوضعٍ يُقال له: كَلَّا، وكان المُسْلُمون في خَلْقٍ، وكان الإفْرَنْج في مائة فَارِس،


(a) في الأصل: للملك، والمثبت من كتاب العظيمي، إلا أن يكون ما قبله: "كَسْرة الإفرنج … ".

<<  <  ج: ص:  >  >>