للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به وكَاشَفُوه، فانْتَقل المُسْتَعِينُ باللّه من دَار مُحَمَّد بن عَبْدِ اللّه إلى الرُّصَافَة فنَزَلَها، وسَعَى في الصُّلْح على خَلْع المُستَعِين وتَسْليم الأمر للمُعْتزِّ حتَّى تقرَّر الأمرُ على ذلك، وسَعَى فيه رجال من الوجوه منهم: إسْمَاعِيل بن إسْحاق القَاضِي وغيره، ووُقِّعت فيه شَرَائط مُؤكَّدة، فخَلَع المُسْتعِينُ باللّهِ نفسَه ببَغْدَاد في الرُّصَافَة يَوْم الجُمُعَة لأرْبَع خِلَوْنَ من المحرَّم سَنَة اثْنَتَيْن وخمسِين ومَائتَيْن، وسَلَّم الأْمَر للمُعْتزّ باللّه، وبايع له، وأشْهَدَ على نفسهِ بذلك مَنْ حَضَرَهُ من الهاشِميِّيْن والقُضَاة وغيرهم، فكانت خِلَافة المُسْتَعِين باللّهِ، منذ يَوْم بُوْيِعَ له بسُرَّ منْ رَأى بعد وَفَاةِ المُنتصِر باللّه إلى يَوْم خُلِع ببَغْدَاد، ثلاث سِنين وتِسْعة أشْهُر.

وأُحْدرَ المُسْتَعِين بعد خَلْعه إلى وَاسِط مُوَكَّلًا به، فَخَرَجَ من مَدِينَة السَّلام لَيْلَة الجُمُعَة لإحْدَى عَشْرة خَلَتْ من المُحَرَّم بعد خَلْعه بثَمانية أيَّام، فوَصَلَ وَاسِط، وأقامَ بها تسْعة أشْهُر في التَّوْكيل به، ثُمَّ حُمِلَ إلى سُرَّ مَنْ رَأى، فقُتِلَ بقَادِسيَّةِ سُرَّ مَنْ رَأى لثَلاثٍ خَلَوْنَ من شَوَّال، وقيل: ليَوْميْن بَقِيا من شَهر رَمَضَان سَنَة ثِنْتَيْن وخَمْسِين ومَائَتيْن، فتُوفِّي وله من السِّنِّ أحد وثَلاثُون سَنَة وشَهرَان ونيف وعشرون يَوْمًا.

وكان المُسْتَعِينُ مَرْبُوعًا، أحْمَر الوَجْهِ، خَفِيْف العارِضَيْن، بمُقَدَّم رَأسِه طُول، حَسَن الجِسْم، بوَجْهه أثَر جُدَرِيّ، في لِسَانه لثْغَةُ على السِّيْن يَمِيْل بها إلى الثَّاءِ.

أنبأنَا أبو اليُمْن زَيْدُ بن الحَسَن الكِنْديّ، قال: أخْبَرَنا أبو غَالِب أحْمَد وأبو عَبْد اللّه يَحْيَى ابْنا أبي عليّ، قالا: أخْبَرَنا أَبو الحُسين بن الآبِنُوسِيّ، قال: أخْبَرَنا أحْمَد بن عُبَيْد إجَازَةً، قالا: وأخْبَرَنا أبو تَمَّام عليّ بن مُحَمَّد في كتابهِ، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر بن بِيْري قِرَاءَةً عليْنَا، قال: أخْبَرَنا أبو عَبْد اللّه مُحَمَّد بن الحُسَين بن مُحَمَّد الزَّعْفَرَانيّ، قال: حَدَّثَنا أبو بَكْر بن أبي خَيْثَمَة، قال: بُوْيِعَ المُعْتز باللّهِ، واسْمُه الزُّبَيْر بن جَعْفَر، ويُكْنَى أبا عَبْد اللّه، في آخر سَنَة إحْدَى وخمسِين ومَائتَيْن،

<<  <  ج: ص:  >  >>