للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجُدِّدَتْ له البَيْعَة سَنَة اثْنَتَين وخَمْسِين ومَائتَيْن في المحرَّم، وفي هذه السَّنَة قُتِلَ المُسْتَعِين، وقُتِلَ المُعْتز في رَجَب سَنَة خمسٍ وخَمْسِين ومَائتَيْن.

أنْبَأنَا أبو رَوْح عَبْد المُعِزّ بن مُحَمَّد بن أبي الفَضْل، عن زَاهِر بن طَاهِر، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم بن البُنْدَار إذْنًا، عن أبي أحْمَد القارئ، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر مُحَمَّد بن يَحْيَى الصُّوْلِيّ إجَازَةً، قال في أخْبَار المُسْتَعِين حين انْحَدَر إلى بَغْدَاد حين قُتِلَ بَاغِر، وشَغَب الأتْرَاك عليه بسُرَّ مَنْ رَأى، قال: وبَقِي الأتْرَاكُ بسُرَّ مَنْ رَأى مُتَحيِّرين، فأجْمعَ رأيهم على أنْ يبايعوا المُعْتز، فبايعُوه، ومَنَعُوا القُوَّاد من الانْحِدَارِ بعد أنْ خرجُوا يَطلبُونَ رضَى المُسْتَعِين ورجُوعَهُ، وأقامُوا على فَرْسَخٍ من بَغْدَاد، فلَم يُجِبْهُم بما يحبُّون فرجعُوا، وكان بسُرَّ مَنْ رَأى ممَّن لَم يَبْرح: جَعْفر الخيَاط، وسُليْمان بن يَحْيَى بن مُعَاذ، فكان إخْرَاجهم للمُعْتزِ، ومُبايعَته بالخِلَافَة لاثنتي عَشرة ليلَة خَلَتْ من المحرَّم سَنَة إحْدَى وخَمْسِين، وبايعُوا أخاهُ إبْراهيم المُؤيَّد بالعَهْد بعدَهُ، وأعْطوا النَّاس رِزْق شَهرَين، فقَنعُوا بذلك لعَوز المالِ. وذَكَرَ خَلع المُسْتَعِين نفسه على نحو ما ذَكَرناهُ في تَرْجَمَةِ مُحَمَّد بن عَبْد اللّه بن طَاهِر (١).

وقال أبو بَكْر الصُّوْلِيّ: بُوْيعَ المُعْتَزّ باللّهِ - وهو مُحَمَّد بن جَعْفَر المُتَوَكِّل على اللّه، ويُكْنَى أبا عَبْدِ اللّه، وأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ رُوميَّة تُسميَّ قَبِيْحَة - البَيْعَة الثَّانيَة في الوَقْتِ الّذي خَلَعَ المُسْتَعِين نفسَهُ فيهِ، ومن هذا الوَقْت تُحْسَب خِلَافَته، وذلك يَوْم السَّبْت لستّ خَلَوْنَ من المحرَّم سنة اثنتَيْن وخَمْسين ومَائتَيْن، ووَصَلَ إليه القَضِيْب والبُرَد وجَوْهَر الخِلَافَة مع عُبيدِ اللّه بن عَبْد اللَّه وشَاهَك الخَادِم.

أخْبَرَنا أبو اليُمْن زَيْد بن الحَسَن الكِنْديّ، فيما أذِنَ لي فيهِ، قال: أخْبَرَنا عَبْدُ الرَّحْمن بن مُحَمَّد بن زُريْق، قال: أخْبَرَنا أَبو بَكْر الخَطِيبُ (٢)، قال: أخْبَرَنا عَبْدُ


(١) ترجمة محمد بن عبد اللّه بن طاهر في الضائع من أجزاء الكتاب.
(٢) تاريخ بغداد ٢: ٤٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>