للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو بِشْر: وسَمِعْتُ جَعْفَر بن عليّ الهاشِميّ يقُول: بُوْيِعَ المُعْتَزّ يَوْم الأرْبَعَاء لاثْنَتي عَشرة لَيْلَة خَلَتْ من المُحَرَّم، وتَوجَّه أبو أحْمَد بن المُتَوَكِّل على الله إلى بَغْدَاد في عَشرة آلاف من سُرَّ مَنْ رَأى، فواقعَ (a) أهْلَ بَغْدَاد، فقُتِلَ من الفَرِيْقَين خَلْقٌ عَظِيمٌ، وكانت هذه السَّنَة فِتْنَة المُعْتَزّ والمُسْتَعِين.

قال (١): وأخْبرَني أبو مُوسَى العبَّاسيّ، قال: لمَّا وجَّه المُعْتَزّ بالله أخاهُ أبا أحْمَد المُوَفَّق فحَصَرَهم، وأقام المُسْتَعِينُ باللهِ ببَغْدَاد إلى أنْ خُلِعَ سَنَةً، واشْتَدّ الحِصَارُ على أهْلِ بَغْدَادَ، وقد كان أهْلُ بَغْدَاد لمَّا رحَلَ إليهم المُسْتَعِين أحبُّوهُ، ومَالوا نحوهُ غايةَ المَيْل حتَّى نَزَل بهم من الحِصَارِ ما نَزَل، فنسَبُوا مُحَمَّد بن عَبْدِ الله بن طَاهِر إلى المُدَاهَنة في أمْر المُسْتَعِين بالله، وهَجَموا (b) مَنْزِله يُريدونَ نَفْسَهُ.

قال (٢): وأخْبرَني أبو مُوسَى العبَّاسيّ، قال: فدَسَّ مُحَمَّد بن عَبْد الله بن طَاهِر إلى المُسْتَعِين باللهِ مَنْ يُعَرِّضِ له بالخلع على أنَّهُ يتَوثَّق له من المُعْتز باللّهِ، ويُسَلِّم إليهِ الأمْرَ، وكان المُسْتَعِينُ بالله رجُلًا صَالِحًا ضَعِيْفًا، فأجابَ المُسْتَعِينُ بالله إلى ذلك، وكَرِهَ الدِّماءَ بعد أنْ لَم يَجِد نَاصِرًا.

قال (٣): وأخْبَرَني جَعْفَر بن عليّ، قال: خَلَعَ المُسْتَعِينُ باللهِ (c) نَفْسَهُ من الخِلَافَة في المُحَرَّم أوَّل سَنَة اثْنَتَيْن وخمْسِين ومَائتَيْن.

أنْبَأنَا أبو القَاسِم عَبْدُ الصَّمَد بن مُحَمَّد الأنْصَاريّ، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن عليّ بن أحْمَد الغَسَّانِيّ، قال: أخْبَرَنا أحْمَد بن أبي أحْمَد (٤)، قال: أخْبَرَنا الحَسَنُ بن أبي بَكْر، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن عَبْد الله بن إبْراهيم الشَّافِعيّ، قال: أخْبَرَنا عُمَر بن


(a) تاريخ بغداد: فوقع.
(b) تاريخ بغداد: وهاجموا.
(c) في تاريخ بغداد: أحمد المستعين بالله.

<<  <  ج: ص:  >  >>