حَفْص، قال: ودُعِي للمُعْتَزِّ ببَغْدَادَ يَوْم الجُمُعَة لثَلاثٍ خَلَتْ من المُحَرَّم سَنَة اثْنَتَيْن وخَمْسِين ومَائتَيْن.
أنْبَأنَا عُمَر بن مُحَمَّد بن طَبَرْزَد، عن أحْمَد بن الحَسَن بن البَنَّاء، قال: أخْبَرَنا أبو غَالِب مُحَمَّد بن أحْمَد بن بِشْرَان إجَازَةً، قال: أخْبَرَنا أبو الحُسَين المَرَاعِيشِيّ، وأبو العَلَاء عليّ بن عبد الرَّحيم الوَاسِطِيّ، قالا: أخْبَرَنا أبو عَبْد الله إبْراهيم بن مُحَمَّد بن عَرَفَة، قال: ولَم تَزَل الحَرْبُ دَائمةً بمَدينَة السَّلام إلى يَوْم الاثْنَين لثَمانٍ بَقِينَ من ذِي الحِجَّة، ثمّ تَبَدَّى مُحَمَّد بن عَبْد اللَّه بن طَاهِر في الصُّلْح على أنْ يُبايع المُعْتَزّ ويُخْلَع المُسْتَعِين، فخلع المُستَعين يَوْم الخَمِيْس لثَلاثٍ من المُحَرَّم سَنَة اثْنَتَيْن وخَمْسِين ومَائتَيْن، ودُعِي للمُعْتَزِّ بمَدِينَة السَّلام يَوْم الجُمُعَة لأرْبَع خَلَوْنَ من المُحَرَّم سَنَة اثْنَتَيْن وخَمْسِين ومِائتَيْن، ودُعِي له في المَسْجِدَيْن، وبايَع القُوّادُ وسَائر النَّاسِ، وأمَرَ للجُنْد برِزْق شَهْرَين.
قال أحْمَد بن البَنَّاء: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن أحْمَد بن الآبِنُوسِيّ، قال: أخْبَرَنا عُبَيْدُ الله بن عُثْمان بن يَحْيَى، قال: أخْبَرَنا إسْمَاعِيْل بن عليّ، قال: خلَافة أبي عَبْد اللهِ المُعْتَزّ بالله، واسْمُه مُحَمَّد بن جَعْفَر المُتَوَكِّل على الله، وأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ يُقال لها: قَبِيْحَة، أدْرَكتُ خلَافَته، ومَوْلدُه في شَهْر رَبِيع الآخر سَنَة ثنْتَيْن وثَلاثين ومَائتَيْن، واجْتَمَع النَّاسُ على بَيْعَة أبي عَبْد الله المُعْتَزّ بالله بعد خَلْعِ المُسْتَعِين، وبُوْيِعَ له ببَغْدَاد يَوْم الجُمُعَة لأرْبَع خَلَوْنَ من المُحَرَّم سَنَة اثْنَتَيْن وخَمْسِين ومَائتَيْن، فكانت خِلَافَته - منذ يَوْم بُوْيِعَ له ببَغْدَاد، واجْتَمَع النَّاس عليه إلى يَوْم خُلِعَ بسُرَّ مَنْ رَأى، وقبضَ عليه صالِح بن وَصِيْف فَحَبَسَهُ وذلك يَوْم الاثْنَين لثَلاثٍ بَقِينَ من رَجَب سَنَة خَمْسٍ وخمْسين ومَائَتَيْن - ثلاث سِنين وستَّة أشْهُر وثلاثة وعشرين يَوْمًا، وحُبِسَ خَمْسَة أيَّامٍ، ثمّ قُتِلَ يَوْم الجُمُعَة وَقْت العَصر مُسْتَهَلّ شَعْبان سَنَة خَمْسٍ وخَمْسِين ومَائَتَيْن، وهو ابنُ ثلاثٍ وعشْرين سَنَة وثلاثة أشْهُر