للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعشرين يَوْمًا، ومَبْدأ الوَقْت الّذي بُوْيِعَ له فيه بسُرَّ مَنْ رَأى بالخِلَافَة إلى وَقْت قُتِل أرْبَع (a) سِنين وستَّة أشْهُر وخَمْسَة عَشر يَوْمًا، وكان أبيض شَدِيد البَيَاض، مُعْتَدل الخَلْق، جَمِيل الوَجْه، رَبْعَةً، حَسَن الجِسْم، على خَدِّه الأَيْسَر خال أسْوَد، وشَعره أسْوَد خَشِنُ.

كَتَبَ إِلينا أبو رَوْح عَبْدُ المُعِزّ بن مُحَمَّد الهَرَويّ منها: أنَّ أبا القَاسِم الشَّحَّامِيّ أخْبرَهم إجَازةً، عن أبي القَاسِمِ بن البُنْدَارِ، عن أبى أحْمَد القَارِئ، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر مُحَمَّد بن يَحْيَى الصُّوْلِيّ إجَازَهً، قال: وكانت البَيْعَةُ لولدِ المُتَوَكِّل بالعَهْد يَوْم الاثْنَين غُرَّة المُحَرَّم سَنَة ستٍّ وثَلاثين ومَائتَيْن؛ بُوْيِعَ لمُحَمَّد وسُمِّي المُنْتَصر، ولأبي عَبْد الله وسُمِّي المُعْتَزّ، واسْمُه مُحَمَّد، وقيل: الزُّبَيْر، وبايعُوا لإبْراهيم وسمَّوه المُؤيَّد، وأعْطَى الجُنْد لأرْبَعة أشْهُر، وأمر للهاشِميِّين بخَمْسة آلاف دِرْهم لكُلِّ رَجُلٍ منهم، وأخْرج الشِّيْعة (b) إلى الآفاق ليأخذُوا البَيْعَة، وقُسِّمَت أعْمَال الدُّنْيا بين وُلَاةِ العُهُودِ، فكان إلى المُنْتَصر الغَرْب كُلّه إلَّا القليل إلى السَّوَادِ، والحَرَمَيْن، وِاليَمَن، واليَمَامَة، والبَحْرين، والسِّنْد، والهِنْد، وكُوَر الأهْوَاز (c)، والمُسْتغَلَّات بسُرَّ منْ رأى، وماه الكُوفَة، وماه البَصْرَة (d)، ومَاسَبَذَان (e)، ومِهْرِجانيَة، وأصْبَهَان، وشَهْرَزُور، وقُم، وقَاشَان، وقَزْوِين، وإلى المُعْتَزّ كُوَر خُرَاسَان وكُوَر فَارِس، وأَرْمِينِيَة، وأَذْرَبِيْجَان، ووَلِيَ بعد ذلك في سَنَة أرْبَعيْن حَوْز الأمْوَال في جَميع البُلْدان، ودوْر الضَّرْب، فضُرِبَ اسْمُه على الدَّرَاهِم، وإلى المُؤيَّد جُنْد حِمْص، وجُنْد دِمَشْق، وجُنْد الأُرْدُنّ، وجُنْد فِلَسْطين.


(a) الأصل: أربعة.
(b) مهملة في الأصل، والإعجام على التقريب والظن.
(c) الأصل: الأهوار.
(d) الأصل: ماءة الكوفة وماءة البصرة، مهموزًا، وماه البلد قصبته، وماه الكوفي هي الدينور، وماه
البصرة: نهاوند. انظر ابن خرداذبه: المسالك والمالك ٢٠، ياقوت: معجم البلدان ٥: ٤٨.
(e) في الأصل بالدال المهملة: ماسبدان، والمثبت عن ابن خرداذبه: المسالك ٤١، ياقوت: معجم البلدان ٥: ٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>