للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنْبَأنا أبو نَصْر مُحَمَّد بن هبَة الله، قال: أخْبَرَنا الحافِظُ أبو القَاسِم عليّ بن الحَسَن (١)، قال: قَرأتُ بخَطِّ أبي الحَسَن رَشَاء بن نَظيف، وأَنْبَأنيهِ أبو القَاسِم عليّ بن إبْراهيم، وأبو الوَحْش سُبَيْع بن المُسَلَّم عنه، قال: أَخْبَرَنا أبو الفَتْح إبْراهيمُ بن عليّ بن إبْراهيم البَغْدَاديّ، قال: حَدَّثَنَا مُحمَّد بن يَحْيَى الصُّوْلِيّ، قال: حَدَّثَنَا أبو الحَسَن عليّ بن جَعْفَر الكَاتِب، قال: حَدَّثَني أبي، قال: كان لزِيَادَةِ الله بن عَبْد الله بن إبْراهيم بن أحمد - وهو زِيَادَة الله الأصْغَر، وكان أميرًا بإفْرِيقِيَّة - غُلَامٌ فَحْلٌ صِيْنِيّ (a) يُدْعَى خَطَّاب، وهو الّذي اسْمه في السِّكَك، فسَخِطَ عليه وقيَّده بقَيْدٍ من ذَهَب، فدَخَل يَوْمًا من الأيَّام صَاحِبُهُ على البَرِيد وهو عَبْد الله بن الصَّائِع، فلمَّا رأى الغُلَام مُقَيِّدًا تأخَّر قَليلًا وعَمَل بَيْتَيْن، وكَتَبَ بهما إلى زِيَادَةِ الله، وهما (٢): [من البسيط]

يا أيُّها المَلِكُ المَأْمُون طَائِرُهُ … رِفْقًا فإنَّ يدَ المَعْشُوق فَوْق يدك

كم ذا التَّجلُّد والأحْشَاءُ رَاجِفَةٌ (b) … أُعِيْذُ قَلْبَك أنْ يَسْطُو على كَبدك

فأطْلَق الغُلَامَ ورَضِي عنه، ووَصَلَ عَبْد الله بن الصَّائِغ بالقَيْدِ الذَّهَب.

كَتَبَ إلينا أبو رَوْح عَبْد المُعِزّ بن مُحَمَّد الهَرَويّ منها، قال: أنْبَأنَا زَاهِر بن طَاهِر الشَّحَّامِيّ، عن أبي القَاسِم بن البُنْدَار، عن أبي أحْمَد القَارئ، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر مُحَمَّد بن يَحيَى الصُّوْلِيّ إجَازَةً، قال: كان العبَّاسُ بن الحَسَن يُحبُّ أنْ يُرِي


(a) كذا في الأصل، ومهملة في ق، وعند ابن عساكر والصفدي: صبيّ.
(b) مرآة الزمان: واجفة، الوافي: زاحفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>