للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المَعْبَرُ لمَن أراد من المَغْرب إلى الأنْدَلُس، ومن الأنْدَلُس إلى المَغْرب، ويُعْرَفُ بالزُّقَاق، ويتشَعَّب من بحر الرُّوم والشَّام ومِصْر خَلِيْجٌ من نحو خَمْسمائة مِيْل، يتَّصِلُ بمَدِينَة رُوْمِيَّةَ، يُسَمَّى بالرُّومِيّةِ أدوس (a).

وفي البَحْر الرُّومِيّ جزائر كَثِيْرةُ، منها: جزيرةُ قُبْرُس بين سَاحِل الشَّام والرَّوم، وجزيرة رُوْدُس مقابل الإسْكَنْدَرِيَّة، وجزيرة إِقْرِيْطُش، وجزيرة صِقِلِّيَّة.

والتَّنَانيْنُ فيهِ -يعني: بحر الشَّامِ- كَثِيْرة، وأكثر ما تكُونُ فيه ممَّا يلي طُرابُلُس واللَّاذِقِيَّة والجبَلَ الأقْرَع من أعْمَال أَنْطاكِيَة، وتحت هذا الجَبَل مُعظم ماءِ البَحْر وأكْثَره، وهو يُسَمَّى عَجُز البَحْر، وغايته إلى سَاحل أَنْطاكِيَة وسيس (b) والإسْكَنْدروْنَة، وبَيَّاس (c)، وحِصْن المُثَقَّب، وذلك في سَفْح جَبَل اللُّكام وسَاحِل المِصِّيْصَة، وفيه مَصَبُّ نَهْر جَيْحَان، وسَاحِل أَذَنَة، وفيه مَصَبُّ نَهْر سَيْحَان، وسَاحِل طَرَسُوس، وفيه مَصَبُّ نهر البَرَدَان، وهو نَهْرُ طَرَسُوس.

والعِمَارَة على هذا البَحْر الرَوِمِيّ من المضيق الّذي قَدَّمنا ذِكْرَهُ، وهو الخَلِيْجُ الّذي عليه طَنْجَة مُتَّصِل بسَاحِل المَغْرب، وبلاد إفْرِيقِيَّة، والسُّوْس، وطَرابُلُس المَغْرب، والقَيْرَوان، وسَاحِل بَرْقَة، والرَّقَّادَة، وبلاد الإسْكَنْدَرِيَّة، ورَشِيْد، وتِّنِيْس، ودِمْيَاط، وسَاحِل الثُّغُور الشَّاميّة، ثمّ سَاحِل الرُّوم متَّصل مارًّا إلى بلاد رُوْمِيَّة إلى أنْ يتَّصل بسَاحِل الأنْدَلُس الّذي يَنْتهي إلى سَاحِل الخَلِيْج الضَّيِّق المُقابِل طَنْجَة على ما ذَكَرنا أنّه لا يقْطع بين هذا البرّ كُلّه، والعَمَائر التي وصَفْناها من الإسْلام والرُّوم، إلى الأَنْهار الجارية إلى البَحْر إلَّا خَلِيْج القُسْطَنْطِينِيَّة، وعَرْضُه نحوٌ من مِيْلٍ، وخُلْجَانات أُخَر من البَحْر الرُّوِميّ داخلّة في البَرِّ لا منْفَذ لها.


(a) عند البتاني ٢٧: أَذْرِيَس، والمسعودي: أدريس، وفي نسخة الأخرى: أدرس، درس. ويذكرها ابن العديم فيما بعد نقلًا عن ابن المُنادِيّ: أُنْدُس.
(b) مروج الذهب: رُوسِسْ.
(c) مروج الذهب: أياس.

<<  <  ج: ص:  >  >>