للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وأمَّا البَحْر الشَّاميّ، فإنَّهُ إذا صَارت الشَّمْسُ في أوَّل العَقْرَب إلى أنْ تَصير في أوَّل الحُوْت في هذه الأربعَةَ الأشْهُر لا يَسْتَطِيعُ النَّاس رُكُوبه، وذلك لأنَّ الشَّمْس تباعَدُ عنه، وتَحْدُثُ فيه الرِّيَاح العاصِفةُ، وذلك في ناحيةِ الشَّمَال منه.

وقَرَأتُ في كتاب مُرُوج الذَّهب، تأليفُ أبي الحَسَن عليّ بن الحُسَيْن ابن عليّ بن عَبْد الله المَسْعُوديِّ، قال (١): فأمَّا بَحْرُ الرُّوم وطَرَسُوسَ، وأَذَنَة، والمِصِّيْصَة، وأَنْطاكِيةَ، واللَّاذِقيَّة، وطَرابُلُس، وصَيْدَا، وصُوْر، وغير ذلك من سَاحَل الشَّام، ومِصْر، والإسْكَنْدَرِيَّة، وسَاحِل المَغْرب. فذكَرَ جَمَاعَةٌ من أصْحَاب الزّيجْات في كُتُبهم النُّجُوميَّة منُهم مُحمَّد بن جَابِر البَتَّانيّ (٢) وغيره، أنَّ طولَهُ خمسَةُ آلاف مِيْل، وعَرْضهُ مختلِفُ، فمنه: ثَمانمائة مِيْل، ومنه سَبْعمائة، ومنه ستّمائة، وأقلّ من ذلك عليّ حَسَب مُضَايَقة البَرِّ للبَحر، والبَحْر للبّرِّ. ومبدأ هذا البَحْر (a) من خَلِيجٌ يَخْرجُ من بَحْر أُقْيَانُس (b)، وأضيَقُ مَوضعٍ في هذا البَحْر (c) بين سَاحِل طَنْجَة وسَبْتَة من بلادِ المَغْرب و بين سَاحِل الأنْدَلُس، وهو المَوضِع المَعْرُوف بشيطا (b)، وعرضُهُ فيما بين السَّاحِلَيْن نحو من عَشَرَة أمْيَال، وهذا المَوْضِعُ هو


(a) الأصل و "ك": الخَلِيْج، والتصويب من المروج.
(b) في الأصل و "ك": أقنابس، تحريف. وهو بحر أقيانس أو أوقيانوس حسب تسميته اليونانية، ويسمى أيضًا البَحْر المحيط، والبحر الأخضر، ابن رستة: الأعلاق النفيسة ٨٥، زيج البتاني ٢٦، المسعودي: التنبيه والإشراف ٦٨، الإدريسي: نزهة المشتاق ١: ٩٣، ياقوت: معجم البلدان ١: ٣٤٤، أبو الفداء: تقويم البلدان ٢٦ - ٢٧، ابن الوردي: خريدة العجائب ٢٢، ٩٧، ابن سباهي زاده: أوضح المسالك ٤٣ - ٤٧.
(c) مروج الذهب: الخليج.
(d) كذا في الأصل و "ك"، وعند البتاني في زيجه ٢٦: سبطا، والمسعودي: بسيطا، وفي نسخة أخرى: بنيطا، وعند ابن رستة (الأعلاق ٥٨) وابن القاص (دلائل القبلة ١٨٣) "شَبْطَي"، وسمي المنبجي الخَلِيْج الذي بين الأندلس وطنجة: خليج سبطا. انظر Agapius de Menbidj: Kitab Al- Unvan، Vol ١/ ١. Pp ٦٣

<<  <  ج: ص:  >  >>