وذي أمَلٍ أدْمَى مَنَا عَنْسِهِ … بجَوْبِ الفَلَا مِن نَصَّهِ ووَخِيْدِهِ
تَرَامى بها شرْقًا وغَرْبًا وقَد أبَى … تَرَجُّلُهُ حَطًّا لرَفْعِ قَتُودِهِ
وصَارَ منَ الغَازِي إلى المَلِك الّذي … تَخِرُّ المُلُوكُ الصِّيْدُ دُونَ وَصِيْدِهِ
فَتَىً شَامَ مِن دُون الشَّآمِ اعْتِزَامُهُ … فأغْنَاهُ عن تَجْريدِ ما في غُمُودِهِ
تَدَفَّقَ بَحْرًا إذ عَلَا أُفْقَ دَسْتِهِ … تألَّقَ بَدْرًا في سَمَاءَ سُعُودِهِ
يَقِيْسونَ بالبَحْرِ الغُطامِطِ جُوْدُهُ … وهَيْهاتَ أينَ البَحْرُمِن فَيْضِ جُوْدِهِ
أَبِيٌّ له الجدُ الّذي حَازَ إرْثَهُ … عَنِ الصِّيْدِ مِن آبائهِ وجُدُودِهِ
نَشَا ولِوَاءُ السَّمْهَرِيِّ قَمَاطُهُ … وليسَ ظُهُورُ الخَيْلِ غَيْرَ مُهُودِهِ
بهِ آلُ أَيّوبٍ حَلَلْنَ مِنَ العُلَى … ذَرَى باذِخٍ نائي المَحَلِّ بَعِيْدِهِ
وكُلُّ مُلُوك الخَافِقَينِ صُعُودُها … إلى الشَّرَفِ السَّايِ بلَثْمِ صَعِيْدِهِ
وما فَخْرُها إلَّا بغَازِي بن يُوسفٍ … إذا ما دَعَا أحْرَارَها مِن عَبِيْدِهِ
وأقْصَى مُنَاها لو تَكُونُ أمامَهُ … قِيامًا على الهَامَاتِ عِندَ قُعُودِهِ
لَهُ الجَيْشُ مهما جَاشَ في الرَّوْعَ بكرُهُ … تَلاطَمَ بالشُّجْعَانِ مَوْجُ حَدِيدِهِ
ومهما سَرَى في البَرِّ خِلْتَ رِعَالَهُ … رِعَانًا على أنْجَادِهِ وَوُهُودِهِ
يشُنُّ بهِ الغَارَاتِ يَقْظَانُ لَوْ بِهِ … يُصَادِمُ رضوَى هَدَّ رُكْنَ مشيْدِهِ
وأين غَدَا قُلْنا لصَدْرِ خَمِيْسِهِ … وقد نُشرَت بالنَّصْرِ حُمْرُ بنُودِهِ
تَرَى لِطُيُورِ الجَوّ فَوْقَ لِوَائهِ … علَيهِ ازْدِحَامٌ كازْدِحامِ وُفُودِهِ
وفَوْقَ متُون الفُتْخِ مِنْ مَقْرَباتِهِ … عَرينُ قَنًا آسَادُهُ مِن جنُودِهِ
خُيُولٌ إذا ما النَّقْع أبْرَقَ مزْنُهُ … سُيوفًا غَدَا تَصْهَالُها مِن رُعُودِهِ
هُنالِكَ يرْدِي اللَّيْثَ بالحَتْفِ صَادِيًا … وقد وَرَدَ الهِنْديُّ ماءَ وَرِيدِهِ
وقد أصْبَحَ الإيْمانُ للكُفْرِ صَادِعًا … كما صَدَعَ الصُّبْحُ الدُّجَى بعَمودِهِ