للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيا مَلِكًا عَمَّ الأنامَ سَمَاحَةً … بطَارِفِهِ يَوْمَ النَّدَى وتلَيْذِهِ

وزَهَّدَ أبْناءَ القَرِيْض بقَصْدِها … إلى كُلِّ مَنْزُورِ النَّوَالِ زَهِيْدِهِ

سَلِمْتَ فأنْتَ الأرْيَحِيُّ الّذي بهِ … هَلَاكُ مُعَادِيْهِ وكَبْتُ حَسُودِهِ

وهُنِّيْتَ في الشهْرِ الأصمِّ بما ضَفَا … علَيكَ بأيْدي يُمْنِهِ مِن بُرُودِهِ

ودُمْتَ دَوَامَ المَدْح فِيْكَ فإنَّهُ … سَيَبْقَى ويُفْنِي الدَّهْرَ طُولُ خُلُودِهِ

وسَمِعْتُ سَالَم بن سَعَادَة يُنْشدُ المَلِك الظَّاهِرَ لنَفْسِه: [من الطويل]

غَزَانا بسَيْفِ المُقْلَتَينِ المُهَنَّدِ … غَزَالُ نقًا أعْيَا على المتُصَيِّدِ

مِنَ الغيْدِ لا يرْعَى الخُزَامَى تنزُّهًا … وأينَ الخُزَامَى مِن قُلُوبٍ وأكْبُدِ

نَصَبْتُ حبَالاتَ الكَرَى لِاقْتِنَاصِهِ … فعَاقَبَ جَفْني بالسُّهَادِ المُؤَبَّدِ

خَلِيليَّ عَقْلي يَوْمَ بُرْقَةِ عَاقِلٍ … علَيهِ كدَمْيِ يَوْمَ بُرْقَةِ ثَهْمَدِ

فهذا طَلِيقٌ مِن قُيُودِ شُؤُونِهِ … وهذا أسِيْرٌ في قُيُودِ التَّبَلُّدِ

فيا فَرْقَدَ الحيَّ الّذي مُذْ هَوِيْتُهُ … تكفَّلَ طَرْقي رَعْي نَسْرٍ وفَرْقَدِ

تأَنّ فلَو أرْسَلْتَ سَهْمَكَ في الصَّفَا … غَدَا مَارِقًا من كُلِّ صَمَّاءَ جَلْمَدِ

وبَادِيَةٍ باتَتْ سَمَاءُ بُيُوتِهِمْ … بكَاظِمَةٍ تُبْدِي كَوَاكِبَ خُرَّدِ

وأَقْمَارِ تَمٍّ في سَمَاءَ ذَوَائبٍ … تُطَالِعُنا مِنْ كُلِّ أُفْقٍ بأَسْعُدِ

وَقَفْنَ بنا في مَوْقِفِ البَيْنِ حُسَّرًا … يُنَثِّرْنَ رَيْحَانَ الأَثِيْث المُجَعَّدِ

ويَسْتُرنَ بالعُنَّابِ وَرْدًا يَصُونُهُ … حَيا لُؤْلُؤٍ يَرفَضُّ مِنِ نَرْجِسٍ نَدِ

ومَوْماةِ قفرٍ بِتُّ أجزَعُ مرْتَها … بلا جَزَعٍ في مَتْنِ وجْنَاءَ جَلْعَدِ

إذا نَسَمَتْ عِندَ الكلَالِ وقَد وَنَتْ … نَسِيمَ غِيَاث الدِّين قُلْتَ لَها خِدِي

إلى مَلِكٍ نِيْطَتْ حَمَائلُ سَيْفِهِ … تُعَانُق سَيْفٍ مُصْلَتٍ غَيرَ مُغْمَدِ

<<  <  ج: ص:  >  >>