أحْمَد بن الفَيْضِ يَقُول: سَمِعْتُ عليّ بن عَبْد الحَميْد الغَضَائِريّ يَقُول: جئتُ إلى سَرِيّ بن المُغَلِّس السَّقَطِيّ لأقْرأ عليه شَيئًا، فدَقَقْتُ عليهِ البابَ، فسَمِعْتُه من دَاخِل وهو يَقُول: اللَّهُمَّ مَنْ شَغَلَني عنك فاشْغَلْهُ بك، ثُمَّ فتَحَ البابَ وقَعَدَ، فأخَذْتُ أقرأُ عليه، فقال: إنَّ هذه أغْلَالٌ، إنْ هذه أغْلالٌ!.
وفي غير هذه الرِّوَايَةِ: قال عليّ بن عَبْد الحَميْد: كان من بَرَكَة دُعَائهِ أنِّي حَججْتُ أرْبَعيْن حِجَّة على رِجْلي من حَلَب ذَاهِبًا ورَاجِعًا.
أخْبرَنا عَمِّي أبو غَانِم مُحَمَّد بن هِبَة الله، قال: أخْبَرَنا أبو الفَتْح بن حَمُّوْيَه، ح.
وأنْبَأتْنا زَيْنَبُ بنتُ عبد الرَّحْمن، قالا: أخْبَرَنا أبو الفُتُوح الشَّاذْيَاخِيّ، ح.
وأخْبَرَنا أبو النَّجِيْب بن عُثْمان مُكاتَبَةً، قال: أخْبَرَنا أبو الأَسْعَد بن عَبْد الوَاحِد، قالا: أخْبَرَنا أبو القَاسِم القُشَيْريّ (١)، قال: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن الحُسَين رَحِمَهُ اللهُ يَقُول: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن الحُسَين الخَشَّاب يَقُول: سَمِعْتُ جَعْفَر بن مُحَمَّد بن نُصَيْر (a) يَقُول: سَمِعْتُ الجُنَيْد يَقُول: سَمِعْتُ السَّرِيّ يَقُول: أَعْرف طَرِيقًا مُخْتَصَرًا قَصْدًا إلى الجَنَّة، فقُلْتُ له: ما هو؟ فقال: لا تَسَل من أحدٍ شيئًا، ولا تَأخُذ من أحدٍ شيئًا، ولا يكُون معك شيء تُعْطِي أحدًا.
قال أبو القَاسِم القُشَيْريُّ (٢): وسَمِعْتُه - يعني أبا عبد الرَّحْمن - يَقُول: سَمِعْتُ سَعيدَ بن أحْمَد يَقُول: سَمِعْتُ عبَّاسَ بن عِصَام يَقُول: سَمِعْتُ الجُنَيْد يَقُول: سَمِعْتُ السَّرِيّ يَقُول: إنَّ الله سَلَبَ الدُّنْيا عن أوْليَائه، وحَمَاهَا عن أصْفيائهِ، وأخْرَجها من قُلُوب أهْل ودَادِهِ، لأنَّهُ لَم يَرْضها لهم.
(a) مهملة في الأصل، وفي ق: بصير، وهو جعفر بن مُحَمَّد بن نُصير الخلُدي، انظر ترجمته في: تاريخ الإسلام ٧: ٨٦٢، سير أعلام النبلاء ١٥: ٥٥٨.