للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نُبِّئْتُها تَسْألُ عَن مَوْقِفِي … بأرْضِ شَرْجٍ والقَنَا شُرَّعُّ

وعن عُقَيْلٍ إذ صبَحْناهُمُ … وقَد تَلَاقَى الحُسْرُ والدُّرَّع

شَدَدْتُ فيهم شَدَّ ذي صَوْلةٍ … قَدْ جَرَّبتْهُ الحَرْبُ لا يُخْدَع

عَادَ إلى القَصِيدَة (١): [من الطّويل]

يُقَصِّر عُمْر الحقْد في ظِلِّ غَزْوه … بصَوْلة نائي الخَوْف والمَوْتُ حَاضِرُ

رَمَى الله منْهُ الرُّوْم في كُلِّ مَعْقِلٍ … بمُسْتَيقظ أسْرَارُه وهو سَاهِرُ

فَلَم يَسْتَتر خَاف ولَم يَنْج هَاربٌ … ولم يَمْتَنِعْ حِصْنٌ ولم يُهْد حَائِرُ

وكلّ مشيدٍ رُدّ كسرًا بحَسْرةٍ … فبُطْنَانُه للمُسْلِمين ظَوَاهِرُ

كأنَّ الثُّرَيَّا في يلَامق أَهْلِهِ … تُشَاكلُها في لَمْعها وتُحَاوِرُ

وقَرَأتُ في غير النسْخَة المَذْكُورَة شَرْح هذه الأيات: قال ابنُ خَالَوَيْه: غَزَا أبو العَلَاءِ سَعيْدُ بن حَمْدَان وسَيْفُ الدَّوْلَةِ أبو الحَسَن عليّ بن عَبْد اللّه بن حَمْدَان من مَلَطْيَة حتَّى أغارا على مَدَائن الرُّوم: ويلفد (a) وسَمَنْدُو، وأغارا على الصَّفْصَاف ووَادِي سَابُور، فأحْرَقا المَدَائِن، وسَبَيَا الذَّرَارِيّ، وقَتَلا الحُمَاة، وفَتَحَا الحُصُون، وكانت غَزَاةً عَظِيمَةً جَلِيْلَةً.


(a) كذا رسمها في الأصل وق مهملة الحروف، وفوقها في الأصل "صـ"، والغزوة المشار إليها كانت في سنة ٣٣٩ هـ، والمواضع التي فتحها سَيْفُ الدَّوْلَة كانت: قيسارية وخرشنة وصارخة وسابور والصفصاف، ولم أجد ما يقارب الرسم في المصادر التي ذكرت تلك الغزاة. (انظر: النجوم الزاهرة ٣: ٣٠٣). ولعلها تحرفت من هنزيط، من ثغور الرُّوم وهي التي ذكرها المتنبي في شعره مؤرخًا للمعركة بقوله:
عصفن بهم يوم اللقان وسقنهم … بهنزيط حتَّى ابيَّض بالسبي آمدُ
وألحقن بالصّفصاف سابور فانهوى … وذاق الرَّدى أهلاهُما والجلامد
ديوان المتنبي بشرح العكبري ١: ٢٧٤. وذكرها أبو فراس الحمداني أيضًا:
وراحت على سمنين غارةُ خيله … وقد باكرت هنزيط فيها بواكر
انظر: مُعْجَم البلدان لياقوت ٥: ٤١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>