للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عادَ إلى القَصِيدَة (١): [من الطّويل]

غَزَا الرُّومَ لَم يقْصِدْ جَوَانِب غِرَّة … ولا سَبَقتْهُ بالمُرَادِ النَّذَائرُ

فلم تَرَ إلَّا فَالقًا هامَ فَيْلَق … ونَحْرًا (d) لَهُ تحْتَ العَجَاجَةِ نَاحِرُ (b)

وأبْيَض مَاضِي العَزْم فيْهِم يَقُدّه … بأبْيَض مَاضِي العَزْم أبيضُ زَاهِرُ

وتَسْمعُ من جرْس الحَدِيْدِ بسوْقهم … غِنَاءَ غَوَانٍ ما لهُنَّ مَزَاهرُ

قصَرْن خُطَى صِهْرِ الدُّمُسْتُق وابْنهِ … وفيهنَّ عن سَعْي الضَّلَالَة قَاصِرُ

رَأى الثَّغْر مَثْغُورًا فسَدّ بسَيْفهِ … فَم الدَّهْر عنه وهو سَغْبان فَاغِرُ

مَسَاعٍ يَضِلّ الشِّعْر (c) فيهنَّ جُهْدَه … وتَهْلِكُ في أوْصَافهنَّ الخَوَاطِرُ

ومسْتردَفاتٍ مِن نسَاءٍ وصِبْيَةٍ … تُثَنَّى على أكْتَافهنَّ الغَدَائِرُ (d)

بُنَيَّات أمْلَاكٍ أُتِيْنَ فُجْاءَةً … فهُنَّ (e) وفي أعْنَاقِهنَّ الجَوَاهِرُ

قال: ذَكَرَ غَزَاة أبي العَلَاء بن حَمْدَان، وقد دَخَل من نَوَاحِي مَلَطْيَة في سَنَة تِسْع عَشرة وثَلاثِمائة، فأوْغَلَ في بَلَدِ الرُّوم، وقَتَلَ وسَبَى وغَنِم، وكان معهُ خسَة آلاف فَارِس من العَرَب، كُلّ ألفٍ بلون من العَذَب والرَّايَاتِ على رِمَاحهم.

قال ابنُ خَالَوَيْه: ومآثِر أبي العَلَاء أكْثَر من أنْ تُحْصَى، وهو الّذي ضَمِنَ عن بَنِي البَرِيْدِيّ سّتمائة ألف دِيْنارٍ ثُمَّ أمَرهُمِ بالهَرَب، ودَارَى السُّلْطان عنهم حتَّى صَلح أَمْرُهم، وأقَرَّهُم على أعْمَالِهم فما دَخَلُوا مَدِينَة السَّلام إلَّا مَالكيْها، وأهْدوا إلى أبي العَلَاء هَدِيَّةً بألفِ ألف دِرْهَمٍ فلم يَقْبَل منها إلَّا عِمَامَة خَزٍّ، وله مِثْل ذلك كَثِيْر.


(a) الديوان: وبحرًا.
(b) الديوان: ماخر.
(c) لديوان: القول.
(d) الديوان: الضفائر.
(e) الديوان: قهرن.

<<  <  ج: ص:  >  >>