للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَعيدٍ، فلمَّا وَصَلَ إليه وحَضَرت صلاةُ الظُّهْر والعَصْر، فلمَّا كان صَلَاةُ المَغْرب صَلَّى وجَهَرَ بالقراءةِ لَم يُحَقِّق التِّلَاوة، فوجدَ ذلك الرَّجُل في نَفْسه، وقال: كابَدْتُ مَشَقَّة السَّفَر إلى رجُلٍ لا يُقِيْمِ فَاتِحَة الكِتَاب (a)! وباتَ تلك اللَّيْلة، فلمَّا أصْبَح خَرَج إلى عَيْن بالقُرْب ليَتَوضَّأ وجَدَ السَّبعُ رَابِضًا عندها فرجَع هَارِبًا، والْتَقَى به أبو الخَيْر فتبيِّن الخَوْف في وَجْهِهِ، فتَوَجَّه إلى العَيْن، وتَوَجَّه الرَّجُل يَمْشِي خلْفَهُ ليَرَى ما يَصْنَعُ، فجاء أبو الخَيْر إلى السَّبعُ، فأخَذَ بأُذُنَيهِ، وجَعَل يَعْركُهما ويقُول له: كَمْ أقُول لك إذا كان عندنا ضَيْفٌ لا تُؤْذِنا (b)، قُم فانْصَرف، فوَلَّى السَّبُعُ ذَاهِبًا، ورجَع أبو الخَيْر يُريد المَسْجِد، فلحقَهُ (c) الرَّجُل في الطَّريق، فقال له: كُن كذا، والْحَنْ في الحَمْدِ!.

قُلتُ: هذا الرَّجُل هو إبْراهيم بن دَاوُد الرَّقِّيّ.

أخْبَرَنا عَمِّي أبو غَانِم مُحَمَّد بن هبَةِ اللَّه بن أبي جَرَادَة، قال: أخْبَرَنا أبو الفَتْح عُمَر بن أبي الحَسَن بن حَمُّوْيَه الجُوَيْنِيّ، ح.

وأخْبَرَتْنا الحرَةُ زَيْنَبُ بنتُ عبد الرَّحْمن في كتابها إليَّ غيرِ مَرَّة من نَيْسَابُور، قالا: أخْبَرَنا أبو الفُتُوح الشَّاذْيَاخِيّ، ح.

وأخْبَرَنا أبو النَّجِيْب إسْمَاعِيْل بن عُثْمان الفَارسِيّ في كتابهِ، قال: أخْبَرَنا أبو الأَسْعَد القُشَيْريّ، قالا: أخْبَرَنا أبو القَاسِم عَبْدُ الكَريم بن هَوَازِن القُشَيْريّ (١)، قال: وأبو الخَيْرِ التِّيْنَاتِيّ مَشْهُور بالكَرَامَاتِ، حَكَي عن إبْراهيم الرَّقِّيّ أنَّهُ قال: قَصَدْتُه مُسَلِّمًا، فصَلَّى صَلَاةَ المَغْرب فلم يَقَرأ الفاتحة مُسْتَقِيْمًا (d)، فقُلْتُ في نَفْسِي: ضَاعَتْ سَفْرَتي، فلمَّا سَلَّمْتُ خَرَجتُ للطَّهَارَة، فقَصَدَني السَّبُعُ، فعُدتُ إليه، فقُلتُ: إنَّ


(a) ساقطة من م، وفيها: لا يقيم الفاتحة.
(b) م: لا تؤذنا فيه.
(c) م: فلحقنا.
(d) الرسالة القشيرية: مستويًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>