للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخْبَرَني عَمِّي أبو غَانِم مُحمَّد بن هِبَهَ اللّهِ أنَّ الغَضَائِرِيّ كان يَعْبُد اللّه بالمَسْجِدِ المَعْرُوف بالغَضَائِرِيّ دَاخلِ باب أَنْطاكِيَة، وهو المَعْرُوف الآن بمَسْجِد شُعَيْب، لأنَّ نُور الدِّين وَقَفَ عليهِ وقْفًا، وجُعِلَ فيه الشَّيْخ شُعَيْبًا يُقْرئُ النَّاسَ الفِقْه.

وهذا الغَضَائِرِيّ هو أبو الحَسَن علِيّ بن عَبْد الحَمِيْد الغَضَائِرِيّ؛ أحدُ الأوْليَاءِ من أصْحَاب سَرِيّ السَّقَطِيّ، وحَجَّ من حَلَب مَاشِيًا أرْبَعين حِجَّة، وَسَنَذْكُر تَرْجَمَتهُ (١) في مَوضِعَها من كتَابنا هذا إنْ شاءَ اللّهُ.

وأمَّا شُعَيْب فهو ابن أبي الحَسَنِ بن حُسَين بن أحْمَد الأنْدَلُسِيِّ الفَقِيهُ، كان من الفُقَهَاءِ الزُّهَّادِ، وكان مَحْمُوِد بن زَنْكِي يَعْتقدُ فيهِ، وكان مُقَيْمًا بهذا المَسْجِد، فوقَفَ على المَسْجِد وَقْفًا، ورَتَّب فيه شُعَيْبًا هذا يَذْكُرَ الدَّرْسَ على مَذْهَب الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللّهُ عنهُ، فاليوم يُعْرفُ بمَسْجِد شُعَيْب. وَسَنَذْكُر تَرْجَمَتهُ (٢) إنْ شاءَ اللّهُ تعالَى.

ومنها مَسْجِدُ غَوْثٍ داخل باب العِرَاق في المَرْمَى، وفيهِ قِطْعة من عَمُود فيهِ كابة في الحَجَر، يَزْعُمُون أنَّ عليًّا رِضْوَانُ اللّه عليهِ كَتَبَها بسِنَان رُمْحه حين وردَ إلى صِفِّيْن، ويقُولونَ: إنَّ هذا الحَجَر نُقِلَ من الرَّقَّة إلى حَلَبَ.

قال لي عليّ بن أبي بَكْر الهَرَوِيّ (٣)، فيما ذَكَرَهُ من الزِّيارَات بحَلَب: وبها دَاخل باب العِرَاق مَسْجِد غَوْث، بهِ حَجَرٌ عليه كتابةٌ، ذَكَروا أَنَّها خَطّ عليّ بن أبي طَالِب عَليه السَّلامُ، ولَهُ حِكَايةٌ.

قلتُ: وأظُنُّ أنَّ مَسجِد غَوْث هذا مَنْسُوبٌ إلى غَوْث بن سُلَيمان بن زِيَاد قاضىِ مصْر، وكان قَدِمَ مع صالِح بن عليّ بن عَبْد اللّه بن العبَّاس إلى حَلَب، وَسَنَذْكُر تَرْجَمَتهُ (٤) في مَوضِعها من هذا الكتاب إنْ شاءَ اللّهُ تعالَى.


(١) ترجمته في القسم الضائع من الكتاب.
(٢) ترجمة شعيب الأندلسي في الضائع من أجزاء الكتاب.
(٣) الإشارات ٤.
(٤) ترجمة غوث بن سُلَيمان القاضي في الضائع من أجزاء الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>