للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقِبليّ هذا المَشْهَد مَقْبَرَة فيها جَمَاعَة من العُلَمَاءِ الصَّالِحين الأخْيار؛ منهم أحْمد الأُصُولِيّ صَاحب بُرْهَان الدِّين البَلْخِيّ، وسَيأتي ذِكْره (١) إنْ شَاءَ اللّهُ.

وقِبْليّ هذه المَقْبَرَة قَبْر أبي الحُسَيْن الزَّاهِد المَقْدِسِيّ، تُنْذَرُ له النُّذُور، والدُّعَاءُ عنده مُسْتَجاب، وله كَرَامَات مَشْهُورة، وكان الفِرِنْج يُعَظِّمُونَهُ، وقيلِ إنَّهُ رُؤيَ وهو راكب الأسَد. وإلى جَانبه قَبْر صَاحبٍ لَهُ من الأوْلِيَاء أيضًا يُقالُ لهُ: زَيْد العَابِد.

ومن شَمالي المَشْهَد التُّرْبَة المَعْرُوفة بسَلَفِي من بَني العَدِيْم، فيها جَدّ أبي أبو غَانِم وعَمِّي أبو غَانِم، وكانا من العُبَّادِ الأوْلِيَاء، وفيها قَبْر الحَافِظ أبي بَكْرٍ الجَيَّانِيّ، وسيأتي ذِكْر هؤلاء في هذا الكتاب (٢)، إنْ شَاءَ اللّهُ تعالَى.

وفي جِهة الشَّمَال من هذه الجَبَّانَة مَشْهَد للخَضِر عَليه السَّلامُ؛ قيل: إنَّهُ رُؤيَ فيه، وهو قَدِيمٌ، وعليه وَقْفٌ.

ومن شَرْقيّ المَدِينَة، بينها وبين النَّيْرَب، مَشْهَد قَرْنَبِيَّا (٣) على جَبَل صَغِير؛ قيل: إنَّهُ رُؤي النَّبِيُّ صَلَّى اللّهُ عليه وسَلَّم يُصَلِّي فيه، فعَمره قَسِيم الدَّولَة آقْ سُنْقُر، ووَقَفَ عليه وَقْفًا.


(١) الأصولي المدفون قبلي مقام إبراهيم هو: أحْمَد بن عليّ الأصولي السلفيّ، وترجمته في الضائع من الكتاب: فيمن اسم أبيه علي في الأحمدين.
(٢) جد أبيه: هو القاضي أبو غانم مُحَمّد بن هبة اللّه بن أحْمَد، ومثله أيضًا اسم عمّه فهو: أبو غانم مُحَمّد بن هبة اله بن حد، وضاعت كلتا الترجمتان بضياع الأجزاء الضامَّة لمما، وكان ابن العديم قد ذكر الثاني منهما في الكنى (الجزء العاشر) وأحال على ترجمته الضائعة.
أما الحَافِظ الجيَّانيّ، فاسمه مُحَمّد بن عليّ بن ياسر، وترجمته في الضائع من الكتاب.
(٣) يقع مشهد قرنبيا الآن داخل مَدِينَة حلب، وتحديدًا في محلة الضوضو، شرق باب الأحمر، وأقيم عليه مسحد بعد زمن ابن العديم وجُدِّد في فترات لاحقة خلال العهد العثماني. وضبط الاسم من ضبط المؤلِّف في ترجمة آق سنقر بن عبد الله المَعْرُوف بقسيم الدَّوْلَة، الَّذي يُنسب بناء المشهدِ. (انظر الجزء الرابع فيما يلي)، وذكر بدر الدين العيني والنويري أن اسمها القديم: مقرّ الأنبياء، فسمّاها العامّة قرنبيا. عقد الجمان (القسم الخاص بعصر سلاطين الممالك) ١: ٣٦٨، النويري: نهاية الأرب ٣٠: ٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>