للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسَرْمِيْن لا يُوجَد فيها حَيَّة أصْلًا، وفىِ وَسَطها عَمُود يُقال إنَّه طِلَّسْم للحَيَّات.

وذَكَرَ لي أهْلُ مَعَرَّة النُّعْمَان أنَّ حَيَّات مَعَرَّة النُّعْمَان لا تُؤْذِي إذا لَدَغَتْ كما يُؤذي غيرها.

وسَمِعْتُ إبْرَاهِيم بن الفَهْمِ، رئيس المَعَرَّة، يقُولُ: إنَّ العَمُودَ القائم في مَدِينَةِ المَعَرَّهَ هو طِلَّسْم، ذَكَرَوا أنَّه للحَيَّات، وأنَّ الحيَة إِذا لَدَغَتْ إنْسَانًا عندنا بالمَعَرَّة لا تُؤذِيهِ. وهذا العَمُود قائمُ مُسْتَقرٌّ على قاعدَة بزُبْرَة حَدِيدٍ في وسطه يُمِيْله الإنْسان فيَميل، وربَّما تُمِيلهُ الرّيح القويَّة، ويضع النَّاس تحته إذا مال الجَوْز أو اللَّوْز فيعُود إلى مُسْتَقرِّه فيُكَسِّرهُ.

وسَمِعْتُ إبْرَاهِيْم بن الفَهْم المَذْكُور يقُول: كان بالمَعَرَّة عَمُودٌ آخر كان فيهِ طِلَّسْم للعَقَارِب، فكانت العَقَارِب بالمَعَرَّة لا تُؤذِيّ، فزَال ذلك العَمُود، فزال أثَره، والعَقارِبُ اليَوم بالمَعَرَّة إذا لَدغَتْ تقتُل.

وبناحيَةِ الجَزْر من أعْمَال حَلَب، بالقُرْبِ من مَعَرَّة مَصْرِيْن، قَريَةٌ يُقالُ لها: يَحْمُول (١)، ولنا فيها ملكٌ نَتَوَارثُهُ عن أجْدادنا من حُدُود الثَّلاثمائة للهِجْرة، لا يُوجَد في أرْضِها عَقْرَبٌ أصْلًا.

وحَكَى في جَمَاعَةٌ من فلَّا حيها أنَّهم يَخْرجُون في بعض الأوْقَاتِ، ويَحْتَطِبُونَ من جَبَل الأعْلَى حَطَبًا، ويأتونَ بهِ إلى يَحْمُول هذه، فربَّما يَعْلق في الحَطَب من الجَبَل عَقْرَبُ، فمَتَى ما شَمَّت تُراب يَحْمُول ماتَتْ.

ومن العَجَب أنَّ إلى جانب يَحْمُول قَرْيَتَيْنِ يُقال لأحديْهما: الكَفْر، وللأُخْرى: بَيْت رَأس (٢)، وبين جدارها وجدار كُلِّ واحدة من القَريتَيْن مِقْدَار شَوْط فَرَس،


(١) تقدّم التعريف بها.
(٢) تقدم التعريف بالكفر وبيت رأس.

<<  <  ج: ص:  >  >>