للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وَبِهِ تَوْفِيقِى

وفي قَرْيَة من قُرَى جَبَل السُّمَّاق من أعْمَال حَلَب يُقالُ لها: كَفْر نَجِدْ (١)، وهي قَرْيَةٌ كبيرةٌ، كَثِيرة الأشْجَار، بئرٌ من غَرْبي القَرْيَة ربَّما سَاح ماؤُها في بعض السِّنِين على وجهِ الأرْض، من خَاصِّيَّة ماءِ البِئْر أنّه يُخْرجُ العَلَقَ إذا نَشِبَ في حَلْق الإنْسان أو الدَّابَّةِ إذا شُرب ذلكَ الماء (٢).

وهذا أمرٌ مُستَفِيضٌ لا شَكَّ فيه، فإنّني جرَّبْتُهُ أنا بنَفْسِي، فإنّي سَافرْتُ في بعض السِّنِين مع والدي، رَحِمَهُ اللهُ، إلى حَمَاةَ، فشربْتُ ماءً بتُمْنَعَ (٣)، وهي قَريَةٌ في طَريق حَمَاة من عَمَل كَفَرْ طَاب، ولها رَكِيَّةٌ (٤) مَعْرُوفة بالعَلَق، فَنَشبَ في حَلْقي عَلَقَةٌ في مَوضعٍ لا يُوصَل إليه في أقْصَى الحَلْق، وعُدتُ إلى حَلَب، وهي على حالها، وعُولِجْتُ بأنْواع الأدْوِيَةِ الّتي تُسْتَعمل لاسْتخراج العَلَقِ، فلَمْ تَنْجِعْ شيئًا، وجعلَتْ تَكبر في حَلْقي، ويَزْدادُ خُرُوج الدَّم بسَبَبِهَا، حتَّى أنّي كُنْتُ أُلقي منهُ في كُلِّ يوم شيئًا كَثِيرًا، فاشْتَغل خاطِرُ والدِي، رَحِمَهُ الله، لذلكَ.


(١) كفر نجد: قرية في هضبة إدلب، تتبع منطقة أريحا بمحافظة إدلب، وتقع على مرتفع يشرف على سهول أريحا الشمالية، والقرية تبعد عن أريحا نحو ٢ کم باتجاه الشمال الغربي. ياقوت: معجم البلدان ٤: ٤٧١، المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري ٥: ٦٧.
(٢) ذكر الهروي مثل هذا، وزاد عليه أنه: كلما شَرب من علقت بحلقه علقة من ماء البئر شربة وطاف به فإذا أكمل سبع مرّات خرجت دون أذى، وذكر أن ذلك مجرّب عندهم. انظر الإشارات ٦.
(٣) تمنع: وتسمى اليوم التمانعة أو: المانعة، قرية في هضبة حماة، تتبع ناحية خان شيخون بمعرة النعمان من محافظة إدلب، وتبعد عن بلدة خان شيخون نحو ١٠ كم باتجاه الشرق. المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري ٢: ٥٧٦.
(٤) الرَّكِيَّة: البئر، والجمع: رَكِيٌّ وركايا. لسان العرب، مادة: ركا.

<<  <  ج: ص:  >  >>