للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

ذُوْ هَيَفٍ كَيْفَ أطاقَ خَصْرُهُ … حَمْلِ الَّذي رُصِّعَ فيهِ من حَدَقْ

اسْهَرَنِي ونَامَ مِلءَ جَفْنِهِ … مُوسَّدًا مِنَ الفُؤادِ ما خَفَقْ

قَدْ فُتِحَت لي فيهِ أبوَابُ عَنًا … لأيِّها شَاءَ الغَرَامُ بي طَرَقْ

ألَّفَ ما بَيْنَ اللَّهِيْبِ والحَشَا … فَلَيْتَهُ بينَ الجُفُونِ ما فَرَقْ

صَاحِبُ دِيْوَانِ الغَرَامِ خَالُهُ … لَهُ على النَّاسِ بَقَايا وعُلَقْ

مُذ سُلِّمَتْ خَزائِنُ الحُسْنِ لَهُ … فَكَّ جَمِيعَ ما عليها مِن غَلَقْ

وحَازَها فلَمْ يَجِدْ أحْسنَ مِن … صِفَاتِ مَوْلَانا فَخانَ وسَرَقْ

مُظَفَّرِ الدِّينِ المَلِيْك الأشْرَفِ الـ … ـكَرِيْمِ حَقًّا وسوَاهُ مُخْتَلَقْ

اللَّابِسِ المَجْدَ جَدِيْدًا والوَرَى … عليهِمُ منْهُ الفَتِيْقُ والخَلَقْ

مُسْنِي العَطَايا والزَّمَانُ بَاخِلٌ … مُرْدِي الأَعَا والمَنيَّاتُ حُزَقْ

حُمَّ السَّحَابُ خَجَلًا مِن جُوْدِهِ … فَرَعْدُهُ الرِّعْدَةُ والغَيْثُ العَرَقْ

جَرى بهِ الفَضْلُ إلى نِهايَةٍ … سَابَقَ فيها العالَمِيْنَ فسَبَقْ

كالغَيْث في أيِّ مكَانٍ حَلَّهُ … يُرْجَى ويُخْشَى منهُ ريٌّ وغَرَقْ

سَاحِرَةٌ ألْفَاظُهُ وإنَّما … مُعْجِزُهُ إِبْطَالُ سِحْرٍ غَيْرِ حقْ

لو صَافحَ الصَّخْرَ الأصَمَّ كفُّهُ … لانْبجَسَ الصَّخْرُ بمَاء ودَفَقْ

يكادُ أن يُدْرِكَ منْ ذَكائِهِ … ما في الضَّمِيْرِ واللِّسَانِ ما نَطَقْ

لو أنَّ أمْلَاكَ السَّمَاء كُلِّفُوا … إِحْصَاءَ ما تَبْذُلُ كَفَّاهُ لَشَقْ

أيَّ أسِيْر لم يَفُكَّ جُوْدُهُ … مِنْ أسْرِهِ وأيَّ حُرٍّ ما رزَقْ

مِن دُرَّة مكْنُوْنَة صَوَّرَهُ … خَالِقُهُ والنَّاس بعدُ مِن عَلَقْ

فَلْيَهْنِهِ العِيْدُ وألفٌ مِثْلُهُ … في نِعَمٍ وارِدَةٍ على نَسَقْ

يا مِدْحَتِي خُذِي أمَانًا كُلّ مَن … يا طَيْفُ يا أكرَمَ ضَيْفٍ قَدْ طَرَقْ

واعْتَذِرِي إلى مُجِيْدٍ شَاعِرٍ … رَهْنُ القَوافِي في يَدَيْهِ قَدْ غَلَقْ

<<  <  ج: ص:  >  >>