للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

وأنْشَدَنِيّ، قال: أنْشَدني لنَفْسهِ: [من الرمل]

أقِدَاحٌ في جُفُونٍ أم قَدَح … أسْكَر السَّاقِي بها لمَّا جَرَحْ

بأبِي مَن وَجْهُهُ لي رَوْضَةٌ … أنْبَتَ الحُسْنُ بها كُلَّ المُلَحْ

نَصَبَتْ عَيْناهُ قلبي شَرَكًا … صَادَتَا طَرْفِي بهِ لمَّا لَمَحْ

سَلَّمَ الحُسْنُ إليهِ فانْتَقى … منهُ ما اخْتارَ فُؤَادِي واقْتَرَحْ

زَارَني واللَّيْلُ [ … ] فَلَوْ … لَمْ يَلُحْ بَرْقُ الثَّنَايا ما افْتَضَحْ

أيُّ بدْرٍ لَاحَ مِن أُفْقِ قُبًا … وغَزَالٍ غَيْرِ وَحْشِيٍّ سَنَحْ

سُمْتُ مِنْه قُبْلَةً في فمِه … كان في النَّوْمَ بها الطَّيْفُ سَمحْ

وتَعَمَّدْتُ يَمينًا بَرَّةً … أنَّ أسْرارَ هَواهُ لم تُبَحْ

فأدَارَ اللَّحْظَ عَنِّي مُعْرِضًا … قَاتَلَ اللّهُ فُؤَادي ما ألَحْ!

كُلَّما اسْتَعْطَفْتُه أنْشَدني … صَلَحَ النَّاسُ وهذا ما صَلحْ

قال: وأنْشَدَنِي لنَفْسهِ صَدْر كتاب: [من الطّويل]

وأحْسَنُ ما في جُوْدِ كَفِّك أنَّهُ … أتَاني ولم أشْعُرْ بأنَّكَ فَاعلُهْ

فقُلْتُ لَهُ مِن أيْنَ جِئْتَ؟ فقال لي: … أتَيْتُكَ مِمَّن يُخْجِلُ السُّحْبَ نَائلُهْ

مَن المُبْتَدِي بالمَكْرُمَاتِ عَبِيْدَهُ … ولَمْ يَسْعَ عَافِيْهِ ولم يَشْقَ سَائِلُهْ

وقال؛ وكَتَبَ إليهِ تاج الدِّين ابن الكَعْكيّ صاحِب دِيوان الجَيْش يَطْلبُ منهُ وَرقًا: [من الرجز]

يا مَن نَدَاهُ قَدْ فَهَقْ … فوَجُوْدُهُ مِثْلُ الوهَقْ

أمْنُنْ علَيَّ بالوَرقْ … فكما مَنَنْتَ بالوَرِقْ

فَأنْتَ بالفَضْلِ أحَقْ

<<  <  ج: ص:  >  >>