للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

لو كُنْتَ شَاهِدْتَ الَّذي هُوَ مُغْرَمٌ … مِن أجْلِهِ ما كُنْتَ مِنْ عُذَّالِهِ

رَشَأٌ يُحَاكي الغُصْنَ في حَرَكاتِهِ … ويَفُوْقُ نَوْرَ البَدْرِ عنْدَ كَمَالِهِ

لم أنْسَهُ أشْكُو إلَيْهِ تحصفًا … ويَدِي لفَرْطِ الوَجْدِ في أذْيَالِهِ

نادَيْتُهُ يا مَنْ بِسَهْمِ لِحَاظِهِ … قَلْبِي أصَابَ ولَم يَجُدْ بوَصَالِهِ

وأذاقَنِي كأسَ التَّفَرُّقِ عَامِدًا … وجَنَى عليَّ بِمَنْعِ طَيْفِ خَيَالِهِ

رِفْقًا بمَنْ أمْرَضْتَه ببعَادِهِ … واعْطِفْ على مَنْ لَمْ تَغِبْ عن بَالِهِ

واسْأل عن البَاكِي عليْكَ بأَدْمُعٍ … تَحْكِي نَدَى مَن عَمَّ فَيْضُ نَوالِهِ

وأنْشَدَنِي، قال: أنْشَدني لنَفْسهِ من أبْيَاتٍ: [من الكامل]

ثَمَرُ المَعَالِي لا يُنَالُ وإِنْ دَنَا … إِلّا بأطْرَافِ الصَّوَارِمِ والقَنَا

وإلى رَفِيْعِ المَجْدِ يَوْمًا ما ارْتَقَى … في رَاحَةٍ إلَّا الَّذي اقْتَحَمَ العَنا

وعلى المُرَادِ مِنَ الرِّيَادَةِ ما احْتَوَى … إلَّا الَّذي أعْطَى صَوَارِمَهُ المُنَى

فانْهَض نُهُوضَ أخِي اعْتِزَامٍ صَادِقٍ … ما قامَ يَدْعُو الأمْرَ إلَّا أذْعَنَا

كصَلَاحِ دِيْنِ اللهِ والمَلِكِ الَّذي … يُرْجَى ويُخْشَى إنْ تَباعدَ أو دَنَا

فيْهِ لأيَّام الزَّمَانِ مَحَاسِنٌ … إذْ جَاءَ يُدْعَى في المُلُوكِ المُحْسِنَا

كَمْ مِن يَدٍ أسْدَى وكَمْ مِنْ مِنَّةٍ … غَطَّى بها فِعْلَ المُسِيءِ أَحْسَنَا

كَمْ وقْفَةٍ شَهِدَتْ لَهُ وثَبَاتُهُ … وثَبَاتُهُ فيها بمَشْهُورِ الغَنَا

سَلْ عَنْهُ أَلْسِنَةَ الرِّمَاحِ فإنَّها … تُنْبِيْكَ عَمَّا أودَعَتْهُ الأَلْسُنَا

واسْتَمْلِ تُمْلِي المرْهَفَاتُ حَديْثَهُ الـ … ـمَرْوِيَ عن يَوْمِ الكِفَاحِ الأَحْسَنَا

ما بَاتَ إِلَّا مُسْتَجِيْشًا عَزْمُهُ … فَتَرَاهُ في سَفَرٍ إذا ما اسْتَوْطَنا

وأنْشَدَنِي، قال: أنْشَدني مُحَمَّد بن المُنْذِر لنَفْسهِ: [من السريع]

<<  <  ج: ص:  >  >>