للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

===

بالجِدِّ تُعْطى الجدّ لا بالمُزَاحْ … وما أفَادَ الحَمْدَ إلَّا السَّمَاحْ

والطَّيْرُ لا تَحْصَلُ يَوْمَ الثَّنا … على المُنَى إلَّا بخَفْق الجَنَاح

وما حَوَى الرَّاحَة إلَّا الَّذي … سَعَى إلى كَشْفِ الغنا ثُمَّ رَاحْ

فَدَعْ تَصَابِيْكَ وخَلِّ الصِّبَا … ولا تَرُحْ يَوْمًا إلى شُرْب رَاحْ

واسْعَ إلى نَيْلِ العُلَا مِثْلَ ما … سَعَى إلى المُلْكِ المَهِيْبُ الصَّلَاحْ

وأنْشَدَنِي، قال: كَتَبَ أبو عَبْد الله لنَفْسهِ: [من السريع]

يا قَلَمِي نُبْ في الثَّنَاءِ المُقِيْم … على كَمالِ الدِّين بنِ العَديم

وقُل لَهُ عَنِّي إذا جِئْتَهُ … في مَنْصِبِ الدَّرْسِ الجَلِيْلِ العَظِيم

يا مَنْ عَدِمْنا المِثْلَ في فَضْلِهِ … يا وَارِثَ المَجْدِ الأثْيلِ القَدِيْم

قَدْ قِيْلَ لي إنَّكَ قَدْ بِعْتَني … بالغَبْنِ والغَبْنُ فدَاءُ السَّليْم

قَدَّمْتَ غَيْرِي ثُمَّ أخَّرْتَنِي … في هذهِ الدَّارَ الَّتي لِلْيَتِيْم

وأنْتَ بالفَرضِ فأدرى وبـ … ـالأصْلَح والمُفْسد طَبٌّ حَكيْم

يسرّ بالدَّهْر منْ عَالَمٍ … ولا يَرَى دينارَ [ … ] العَلِيْم

فارجِعْ إلى ما أنْتَ أهْلٌ لهُ … مِنْ سُؤْدُدٍ كُلُّ لَدَيْهِ خَدِيْم

والأَجْرُ والأُجْرَةُ حَصِّلْهُما … بَعْدَ الثَّنَا البَاقِي عليكَ المُقِيْم

من نَاظِم دُرَّ اليَتِيْم الَّذي … يَطْرَبُ مَنْ يَسْمَعُهُ والنَّظِيْم

فكَتَبَ إليهِ القاضِي أبو القَاسِم جَوَابها: [من السريع]

يا أيُّها الصَّدْرُ الفَقِيْهُ العَلِيْم … ومَنْ لَهُ الإحْسَانُ والفَضْلُ خِيْم

أرْسَلْتَ نَحْوِي أسْطُرًا نَظَّمَت … جَوَاهِرُ اللَّفْظِ بِمْعنىً قَوِيْم

تُعِيْرُ مَاءَ المُزْنِ منْ لُطْفِهَا … وتكْسَبُ الرِّقَّةَ مَجْرَى النَّسِيْم

<<  <  ج: ص:  >  >>