للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه المَدِينَة، فَيَقُولُونَ: أمِّنُونا على أنْ نُؤدِّي إليكُم الجِزْيَةَ، فيأْخُذُون الأمَان لهم ولجميع الرُّوم على آداءِ الجِزْيَةِ، وتجتَمع إليهم أطْرَافُهُم. فَيَقُولُونَ: يا مَعْشَرَ العَرَب، إنَّ الدَّجَّال قد خَالفَكم إلى ذَرارِيكم -والخَبَر باطلٌ- فمَنْ كان فيهم منكم فلا يُلقيَنَّ شيئًا ممَّا معَهُ، فإنَّهُ قوَّة لكم على ما بَقي، فيَخْرجُونَ فيجدُونَ الخَبَر باطلًا، وتَثب الرُّومُ على مَنْ بقي في بلادِهم، فيَقْتلونهم حتَّى لا يَبْقى بأرْض الرُّوم عَرَبيٌّ ولا عَرَبيَّةٌ ولا وَلَد عَرَبيّ إلّا قُتِل، فيبلُغ ذلكَ المُسلِمِيْنَ، فيَرجعُونَ غَضَبًا للهِ فيَقْتُلونَ مُقاتِلَتَهم ويَسْبُونَ الذَّرَارِي، ويَجْمَعُونَ الأمْوَالَ، لا يَنْزلونَ على مَدِينَةٍ ولا على حِصْنٍ فوق ثلاثة أيَّام حتَّى يفْتح لهم، ويَنزلونَ على الخَلِيْج، ويمدّ الخَلِيْج حتَّى يَفيْضَ، فيُصْبح أهلُ القُسْطَنْطِينِيَّةِ يقُولونَ: الصَّلِيب مَدَّ لنا بَحْرنا، والمَسِيْحُ نَاصرُنا. فيُصْبحُونَ والخَلِيْج يابسٌ، فتُضْربَ فيه الأخْبِيَةُ ويَحْسِر البَحْرُ عن القُسْطَنْطِينِيَّة، ويَحُوط المُسلِمُونَ ليلة الجُمُعَة بالتَّحْمِيْد والتَّكْبير والتَّهْلِيْل إلى الصَّبَاح ليسَ فيهم نائمٌ ولا جالسٌ، فإذا طَلَعَ الفَجْرُ كَبَّر المُسلِمُونَ تَكْبيرةً واحدةً، فيَسْقُط ما بين البُرْجَيْن. فيقُول الرُّومُ: إنَّما كُنَّا نُقاتِل العَرَبَ فالآن نُقَاتِل رَبَّنا وقد هَدَم لهم مَدِينَتَنَا وخَرَّبَها لهم [. . . .] (a) فيُمَكَّنُون (b) بأيْديهم، ويكيْلُونَ الذَّهَبَ بالأتْرِسَة، ويقسمُونَ الذَّرَارِيّ حتَّى يبلُغَ سَهْمُ الرَّجُل منهم ثلاثمائة عَذْرَاء، ويتَمَتَّعُونَ بما في أيْدِيهم ما شَاءَ اللهُ، ثمّ يخرج الدَّجَّالُ حَقًّا، ويفتَحُ اللهُ القُسْطَنْطِينِيَّةَ على يدي أقْوامٍ هُم أولياءُ الله، ويرفَعُ اللهُ عنهم المَوْتَ والمَرَضَ والسَّقَمَ حتَّى ينزلَ عليهم عِيسَى ابن مَرْيَم، فيُقاتِلُونَ مَعَهُ الدَّجَّال.


(a) ترك ابن العديم فراغًا قدر كلمة، وكتب فوقه: "نقص"، وليس ثمة نقص في كتاب الفتن لابن حماد.
(b) كتاب الفتن ٤٢١: فيمكثون.

<<  <  ج: ص:  >  >>