للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو بَكْر عَبْد الله بن مُحمَّد بن أبي مَرْيَم (١): وأخْبرَنِي عَمْرو بن قَيْس، عن أبي بَحْرِيَّة، قال: لتسيرَنَّ الرُّوم حتَّى ينزلُوا دَيْرَ بَهْرَاء حتَّى يضَع مَلِكُهُم صَلِيْبَهُ وبنُودَهُ على هذا التَّلِّ؛ تَلِّ قَحْمَايَا (a)، فيكُون أوَّل هَلَاكِهم على يَدِ رَجُل من أَنْطاكِيَةَ يَدْعُوا النَّاسَ فيَنْتَدبُ معه رِجالٌ من المُسْلِمِين، فهو أوَّلُ من يَحْملُ عليهم، فيُهلكهُم الله.

كَتَبَ إلينا أبو مُحمَّد أحمدُ بن الأزْهَر بن عَبْد الوهَّاب بن السَّبَّاك من بَغْدَاد، أنَّ القَاضِي أبا بَكْر مُحمَّد بن عَبْد البَاقِي بن مُحمَّد، المَعْرُوف بقاضي المَارَسْتَان، أنبأَهُم أنَّ أبا مُحمَّد الحَسَن بن عليّ بن مُحمَّد الجَوْهَرِيّ أخْبَرَهم، فيما أذِنَ لهم فيهِ، قال: أخْبَرَنا أبو عُمَر مُحمَّدُ بن العبَّاس بن زَكَرِيَّاء بن حَيَّوْيَه، قال: أخْبَرنا أبو الحُسَيْن أحمد بن جَعْفَر بن مُحمَّد المُنَادِي (٢)، قال: أخْبَرَني أبو سُلَيمان عَبْدُ الله بن جَرِير الجَوَالِيْقِيّ (b)، قال: أخْبرَني رَجُل من أهل الكتابِ مَوْصُوفٌ بجَمْعِ المَلَاحِم أنَّ هذا الكتاب -يعني: كتابَ دَانِيَال عَليه السَّلامُ- عندَهم مَسْمُوع من كُبرائهم لا يكَادُون يَدْفعُونَهُ إلَّا إلى مَنْ يثقُونَ بكَتْمه، ليُعَرِّفَهُم (c) بما يَتَضَمَّنُهُ من عَجائب المَلَاحِم: فأخَذْتُ من أبي سُلَيمان ما يكون من المَلَاحِم الآتية، وتَرَكت كُتُب المَاضِيَة، فابْتَدأتُ من ذلك بآخر عَهْد المُعْتَمِد، ثمّ آخر الكتاب، فذَكَر دَانِيَال عَليه السَّلامُ في كتابهِ هذا. وذَكَرَ ابنُ المُنَادِي أشياء من المَلَاحِم، اخْتَصَرتُها أنا، وذكَرتُ ما يتَعلَّق بحَلَب وأعْمالها، فمنها أنَّه قال (٣): ويَطْوِي اللهُ الأرْضَ للظَّاهر (d) الخارج من مَكَّة، واسْمُه مُحمَّد بن عليّ من ولد السِّبْط الأكْبَر الحَسَن بن عليّ، فيَتَسَمَّى بالإمام الحَسَنيّ، فيبلغ البَيْدَاء من يَوْمِه.


(a) في كتاب الفتن: تل فحمايا.
(b) ابن المنادي: الجوالقي.
(c) ابن المنادي: لمعرفتهم.
(d) ابن المنادي: الطاهر، مهملة.

<<  <  ج: ص:  >  >>