للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذَكَرَ حديث السُّفْيَانِيّ وهَلاكه وهَلاك جَيْشه إلى أنْ قال (١): ثمّ أنَّ الحَسَنيّ يَسْتَخلفُ على العِرَاقَيْن وما والاهما ويَخْرج إلى الرُّوم، فيَكتب مَلِكُ الرُّوم إلى مَلِك الصَّقَالِبَة: إنَّ هذا العَدُوّ الّذي قَدِم لقتَالِي إذا هَزَمني أقْبَلَ إليكَ، فأمدَّني أكفِكَ أمْرَهُ. فيَمُدّه ويَكْتُب إلى صَاحب أَرْمِينِيَة بمثل ذلك، فأمَّا صَاحبُ أَرْمِينِيَة فقد شَغَلَهُ صَاحبُ الحَسَنيّ فلا يُجِيبُه بلا ولا نَعَم، ويُحارب الحَسَنيّ الرُّوم فيَفْتح منها مُدُنًا وحُصُونًا كَثِيْرةً، ويقيمُ بطَرَسُوس، ويَبُثُّ أصْحَابَهُ وجُيُوشَهُ في جميع الثُّغُور فكُلّهم يَنْصُرهم الله، فيَفْتَتِح الوَجْهَ الّذي هَوَ فيهِ ويَغْنَم.

وذَكَرَ بعد ذلك فَتْحَ الحَسَنيّ قُسْطَنْطِينِيَّة (a)، وهَرَبِ مَلِكها، وقد قسم السَّبْي وغَنم ما يَعجز عن قسمَته حتَّى يكيْل الذَّهَبَ والفِضَّة بالتُّرْس.

وذَكَرَ خَوَارِجَ يَخْرجُون على أصْحَابِ الحَسَنيّ في البِلادِ، ثُمَّ قال (٢): ويَخْرج أصْحَابُ الحَسَنيّ في كُلِّ الوُجُوه، فيَنْصُرهُم الله في الوُجُوه كُلِّها، ويَفْتَحُونَ البُلْدانَ، ويَصْفُو الأمْرُ للحَسَنيّ. وقد كان مَلِكُ الرُّوم لمَّا بَلَغَهُ أنَّ الخَوَارِج قد خَرَجُوا على الحَسَنيّ حَلَفَ وهو بالرُّومِيَةِ خَلْفَ قُسْطَنْطِينِيَّة (b) أنْ يَخْرج إلى أرْض الإسْلام، فيَغْلِب على ما قَدر عليها من مُدُنها، ويَدْخُلها كما دَخَل الحَسَنيُّ قُسْطَنْطِينِيَّة، ويَرْجع إلى قُسْطَنْطِينِيَّة، ثمّ تَجْتَمع بطارقته عنده (c) ويَسير إلى طَرَسُوس، ثمّ يَخْرج منها حتَّى يأتي الفُرَات، ويُمْهله الحَسَنيُّ حتَّى يأتي حَرَّان. ثمّ يأْخُذُ عليه الحَسَنيُّ من ورائه ومن قُدَّامِه، فيَقْتُل أصْحَابَهُ، ويأْخُذ صُلْبانهم، وينزعُ مَلِكُ الرُّوم ثيابَهُ، ويَلْبَسُ ثيابَ أهْل طَرَسُوس، ويَتَزَيَّا بزيّ أهل الثَّغْرِ، ويتقَلَّد


(a) في الأصل: قسطنطينة، وانظر ما تجاوز ابن العديم عن إثباته عند ابن المنادي: الملاحم ٩٢ - ٩٥.
(b) في الأصل وعند ابن المنادي: قسطنطينة.
(c) ابن المنادي: ثم يجمع بطارقته وجنده.

<<  <  ج: ص:  >  >>