للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيُدْركُه القَضَاءُ والأقْدَار، ثمّ تَجئ الرُّمَاة، بلِفٍ (a) مُشَاة، تَقْتُل (b) الكُمَاة، وتَأْسر الحُماة، وتَهْلك (c) الغُواة، هُنالكَ يُدْرك في أعْلَى المياه، ثمّ يَبُور الدِّين، وتَنْقلب الأُمُور، ويكفر الزَّبُور، وتُقْطَع الجُسُور، فلا يفْلِتُ إلَّا مَنْ كان في جَزَائِر البُحُور، ثمّ تَثُور (d) الجبوب (e)، وتَظْهر الأعَاريب، ليسَ فيهم مُعِيْب، على أهْل الفِسْق والمُرِيب (f)، في زَمان عَصِيْب، لو كان للقَوْمِ جَنَى (g)، وما تُغْني المُنَى.

قالُوا: ثُمّ ماذا يا سَطِيْح؟ قال: ثمّ يَظْهَرُ رَجُلٌ من أهْلِ اليَمَن، أبْيَضُ كالشَّطَن، يُذْهِبُ الله على رَأسِهِ الفِتَن.

هكذا وَقَع في هذه الرِّوَايَة سُقُوط ذِكْرِ عليٍّ عَليه السَّلامُ، وقد وَقَع لنا هذا الخَبَر من طريقٍ آخر وفيه ذِكْره.

أخْبَرَنا به أبو مُحمَّد أحمد بن الأزْهَر بن عَبْد الوهَّاب السَّبَّاك في كتابه إلينا من بَغْدَاد، قال: أخْبَرنا أبو بَكْر مُحمَّد بن عَبْد البَاقِي القَاضِي إجَازَةً، عن أبي مُحمَّد الجَوْهَرِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو عُمَر بن حَيَّوْيَه، قال: أخْبرنا أبو الحُسَيْن بن المُنَادِي، قال: أُخْبِرتُ عن سُلَيمان بن شُرَحْبِيل الدِّمَشْقِيّ، عن إسمَاعِيل بن عَيَّاش، وذَكَر باقي الإسْنَاد والخَبَر كما سُقْنَاهُ إلَّا أنَّهُ قال فيه: لا عِلْم عندكم ولا فهم، وليَنْشونَّ من عَقبِكُم دُهْم، وقال: ويَسْتَنُّونَ بدين الدَّيَّان، يُشرفون البُنْيان، وقال: ثمّ يَلي من بعده الأَمِين النَّاصِر، فيَخْلطُ (h) الرَّأي بحَزْمٍ باهر، ثمّ يلي من بعده إمرءٌ مُنَاكِر، يُظْهر في المَدَائِن العَسَاكِر. فقد ذَكَرَ في هذه الرِّوَايَة عَليًّا ثمّ مُعاوِيَة.

قُلْتُ: والجَبُّوْلُ قَرْيَةٌ كبيرةٌ من قُرَى حَلَب في طَرف نُقْرَة بَني أَسَد والقُرْب من بَرِّيَّة خُسَاف، في أرْضها يَجْمد المِلْحُ ويُجْمَع، وبينها وبين الفُرَات سَبْعَة فَرَاسِخ.


(a) البداية والنهاية: تلف.
(b) البداية والنهاية: لقتل.
(c) في متن الأصل: ومهلك، وصوبه في الهامش بالمثبت، ويوافق ما في البداية والنهاية.
(d) البداية والنهاية: تبور.
(e) كذا في الأصل وكتب فوقها: "كذا".
(f) البداية والنهاية: أهل الفسوق والريب.
(g) البداية والنهاية: حيا.
(h) الأصل: فتخلْطُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>