للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المشهُورةِ في الإقليم الرَّابع، انْتَخَبَ منها ما يتَّصِلُ بإقْليم حَلَب، قال (الجزء الأوَّل):

"قال - أي بَطْلميُوس -: وعَرْضُ هذه البُلْدانِ جميعها من ثلاثٍ وثلاثين دَرَجَةً إلى تسعٍ وثلاثين دَرَجَةً. وعَدَّ غيرَ هذه المواضع من المُدُن لم أكْتبها لأَنَّهُ لا يتَعَلَّقُ بذِكْرِها لي غَرضٌ، وانَّما غَرَضي منها ما ذَكَرتُه لأنَّهُ من أعْمَالِ حَلَب، حَرَسها اللهُ تعالى".

وفي كلامِهِ على ما يتعلَّقُ بحَلَبَ من المَلَاحِم (الجزء الأوَّل):

"وذَكَرَ ابنُ المُنادِي أشْياءَ من المَلَاحِم اخْتَصَرتُها أنا، وذكَرتُ ما يتَعلَّقُ بحَلَبَ وأعْمالِها".

ومثلُ ذلك في بابِ التَّراجم، فقد تَجاوَزَ عن التَّرْجَمَةِ لبعضِ أبْناءَ المنطقةِ ممَّن انْقَطَعتْ عَلاقَتُهم بها، ولا تَجْمَعُهم بها رَابِطةُ سُكْنى أو مُرُور؛ أمْثال أبي عليّ المُحَسِّن التَّنُوخِيّ (ت ٣٨٤ هـ)، فقد انتقَلَ أبُوه إلى العِرَاقِ فوُلِد له المحسِّن بالبَصْرَة، وبَقِي في العِراق، وكانت وَفاتُهُ ببَغْداد، وصَرَّحَ ابنُ العَدِيْم بأنَّهُ تَجاوز عن التَّرْجَمَةِ له أثْناءَ الكَلام على التَّنُوخيِّين بحَلَب ونَواحِيها، قال (الجزء الأوَّل):

"وأوْلَد أبو القَاسِم ببَغْداد ولده المُحَسِّن بن عليّ التَنُوخِيّ مُؤلِّف نِشْوار المُحَاضَرة، وكِتاب الفَرَج بعدَ الشِّدَّة، وليسَ هو من شَرْطِ كتابِنا هذا".

وعلى هذا النَّهْج سَلَك كتابهُ، وعلى قاعدةٍ مُقرَّرةٍ سارَ في تأْليفه، فجاءَ رَسْمُه مُطابقًا لاسْمه "تاريخ [إقْليم] حَلَب"، مُخْتصًّا بهذه البُقْعَةِ من بلادِ الشَّام، تَعْرِيفًا بمُدنِها وقُراها ومَعالمِها الطَّبيعيَّة، وتأْريخًا لحَوادثِ وأيَّامها، وتَعْريفًا برِجالها وعُلمَائها: من أهْل البَلَد أو الطَّارئين عليها.

وابنُ العَدِيْم؛ وقد قدَّمَ تَراجِمَ مُتَميِّزة؛ اسْتَقْصَى فيها أخْبارَ المتَرْجَم لهم، وتَتَبَّعَ أحوالَهم بحَسَبِ ما سَمحتْ به مَصادرُ العَصْرِ، وما تَوفَّر لدَيه من رِوَاياتٍ

<<  <  ج: ص:  >  >>