وهذا المُتَنَبِّي الّذي أحْضرَهُ عليُّ بن عِيسَى هو رَجُلٌ من أهل أصْبَهَان تَنَبَّأ في أيَّامِ المُقْتَدِر، يقالُ له: أحْمَدُ بن عبد الرَّحيم الأصْبَهَانِيّ، ووَجَدْتُ ذِكْرَهُ هكذا مَنْسُوبًا في كتابِ عُبَيْد الله بن أحْمَد بن طَاهِر الّذي ذَيَّلَ به كتابَ أبيه في تاريخ بَغْدَاد".
وفي تَرْجَمَةِ أبي العَرَب البَادِيسِيّ المَغْرِبيّ، نَقَلَ كَلامَ الحافِظ ابن الدُّبَيْثِيِّ، وعَقَّبَ عليه بالقَوْل (الجزء الرَّابع):
"كذا قال ابنُ الدُّبيْثِيِّ: مَنْسُوبٌ إلى بَلْدَةٍ بالمَغْرب تُسَمَّى بَادِيْس! وهو وَهْمٌ فَاحِشٌ، وبَادِيْسُ اسْمُ رَجُلٍ يَنْتسب إليه جَمَاعَةٌ من المُلثَّمةِ، وفيهم مُلُوكٌ منهم: تَمِيْم بن بَادِيسْ، وهذا سَبْتِيٌّ، وبَادِيْس الَّتى هي المَدِينَةُ ليسَ هذا منها، واللهُ أعْلَمُ".
وفي تَرْجَمَةِ قسيم الدّوْلةِ آق سُنْقُر نَقَلَ من تاريخ عليّ بن مُرْشِد بن عليّ بن مُنْقِذ، وعلَّقَ على ما وقَعَ فيه من أخْطاءَ بالقول (الجزء الرَّابع):
هكذا نَقَلْتُ من خَطِّ ابن مُنْقِذ، وفيه أَوْهَامٌ! من جُمْلتِها أنَّهُ قال: فكَسَرَهُ تاجُ الدَّوْلَةِ بأرضِ تُبَّل. وليسَ كذلك، بل بأرْضِ سَبْعِين أو كَارِس من نُقْرَة بَني أَسَد.
وتُبَّل ليست من هذه الكُورَة، وبينهما مَسَافَةُ يومٍ.
ومن جُمْلَةِ أَوْهَامِه أنَّهُ قال: جلَسَ في قلعَةِ حَلَب، وضَرَبَ رَقَبةَ آقْ سُنْقُر فيها.
وليسَ الأمْرُ كذلك، بل ضَرَبَ رَقَبتَهُ عَقِيب الكَسْرة بسَبْعِين، أو كَارِس، ورُوْمِي ابن وَهْب حَكَى له صُوْرةَ قَتْله، لا أنَّهُ كان بحَلَب، والَّذي قَتَلهُ تاج الدَّوْلَة صَبْرًا بحَلَب هو بُزَان صاحِبُ الرُّهَا، وكان انْهزَمَ في هذه الوَقْعَةِ إلى حَلَب. فلمَّا دَخَلَها تاجُ الدَّوْلَة أحْضَرَه وقَتلَه، وقيلَ: بل أسَرَهُ وحَمَلَهُ إلى حَلَب فقتَلَهُ على ما نَذكُرُه في تَرجَمَتِهِ إنْ شَاء اللهُ تعالَى.