للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: بَقي قَسِيمُ الدَّوْلَةِ في قَبْرِه من سَنَة خَمْسٍ وثَمانين إلى سَنَةِ ستٍّ وعشرين. وهذا طُغْيَانٌ من القَلَمِ، فإنَّ قَسِيمَ الدَّوْلَةِ قُتِلَ سَنَة سَبْعٍ وثمانين، وقد ذَكَرهُ كذلك".

وقال في تَرْجَمَةِ حُجْر بن عَدِيّ الأدْبَر الكِنْدِيّ بعد أنْ نقَلَ رِوايَةً من تاريخ ابن عَساكِر وَقَعَ الخَطَأُ فيها (الجزء الخامس):

"قُلتُ: هكذا جاءَ في هذه الرِّوَايَةِ: فيهم الأشْعَثُ بن قَيْس، وهو وَهْمٌ فَاحِشٌ، فإنَّ هذه القِصَّةَ كانتْ في سَنَةِ إحْدَى وخَمْسِين أو في سَنةِ خَمْسِين، والأشْعَثُ ماتَ في سنةِ أرْبَعيْن قبْلَ هذه الوَاقِعَةِ بإحْدَى عَشْرة سنةً، وقد ذَكَرنا فيما نَقَلْنَاهُ عن ابنِ دِيْزِيْل أنَّ الّذي طَلَبَ منه مُعاوِيَةُ إحْضَارَ حُجْر إليه هو مُحَمَّد بن الأشْعَث. والعَجَبُ أنَّ الحافِظَ أبا القَاسِم ذَكَرَ هذه القِصَّةَ بهذا الإسْنَادِ ولم يُنبِّه على هذا الوَهْم".

وابنُ العَدِيْم صانعُ تَراجِم، إذ لم يَكْتَفْ برَصْدِ تراجم الحلَبيِّيْن أو أولئك الَّذين مرُّوا بحَلَب أو زَارُوها، ممَّا وَجَدَهُ مُترجَمًا في كُتُبِ الرِّجالِ والتَّراجم، بل قد نَجِده يُقِيمُ تَرْجَمَةً لأحَدِهم من تَضاعِيْفِ أسانيدِ الأحادِيث أو الأخْبار، ويَتَتبَّع أخْبارَه في مَظانِّ الكُتُب، مُنْفردًا بالتَّعريفِ به.

ورتَّب التَّراجِمَ على التَّرْتيبِ الألفْبائيّ في الأسْماءَ، وكذا في الآباءَ، ثُمَّ في الأجْدَادِ ودَواليك، ويُلحِقُ الاسْمَ - أحيانًا - بالتَّعْريفِ بنَسَب المُتَرْجَمٍ له أو نِسبتِه، ثُمَّ ذِكْرَ اخْتصاصه من العُلُوم كالفِقْه، أو الحَدِيث، أو الأدَبِ: كتابةً وشِعْرًا، إلى غير ذلك من ضُرُوبِ المَعْرفةِ وأبْوابِ العِلْم، ثُمَّ يُعَدِّدُ شُيُوخه وتَلاميذه، ويُثْبِتُ نُصُوصًا ممَّن تَرْجَمَ له، وأُخْرَى من مَرْويَّاته أو من نتاجِه الشِّعْريّ، وَيَعْرضُ جانبًا من حَياتِه وسِيْرَتِه، ويَخْتمُ التَّرْجَمَةَ بالتَّاريخ لوَفاتِه وإيْرادِ الأقْوالِ إذا ما تعدَّدَتْ واخْتَلَفت.

<<  <  ج: ص:  >  >>