للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتَتَبَّعَ - في تَراجِم المُلُوكِ والأُمَراءَ والقادَة ومَن يَجْري مَجْراهم - ظُرُوفَ عَصْرِهم ومُشَارَكتهم في الأحْدَاثِ الكائنة لعَهْدِهم، وما وقَعَ في أخْبارِهم وسِيَرِهم من وَقائعَ ومُجْرَيات.

ولَم يُعَيِّنْ لتَرَاجِمِهِ مَساحةً محُدَّدةً، فجاءَتْ مُتفاوِتَةً في الطُّولِ والقِصَر، أقلُّها صَدُّ الاكْتِفاء بالاسْم وتَعْريفٍ صغير كتَرْجَمةِ أحمدَ بن حَمْزَة بن مُحَمَّد بن حَمْزَة بن خُزَيْمَة الهَرَويُّ، أبي إسْمَاعِيْل الحدَّادُ الصُّوْفيّ المَعْرُوف بعَمّوَيْه، والَّتي لم تَزِدْ عن ثلاث كَلَماتٍ: "شَيْخ الصُّوْفيَّةِ بهَرَاة"، وتَرَكَ له فَراغًا لاسْتكمالِ تَرْجمَتِه، وأكْثرُها يَمْتَدُّ لصَفحاتٍ كثيرةٍ تَزِيدُ على السِّتِّين والسَّبْعين، بحَسَبِ قِيْمة المتَرْجَمِ له ومَكانتِه وأثَرِه، وأيضًا بحَسَبِ ما يَقَعُ له من أخْبارِهِ وسِيْرتِه، كتَرْجَمةِ الحُسَين بن عليّ بن أبي طَالب، وأبي الطَّيِّب المُتَنبي، وأبي العَلاء المَرَّيِّ، وأبي العتَاهيَة، والحجَّاج بن يُوسف الثَّقفيّ.

ويلفتُ النَّظَرَ في كتابِه جنُوحُهُ إلى الإحَالةِ ليَسْلَم من التَّكْرار، بما يَجْعَلُ الكتابَ وِحْدةً واحدةً، يُحِيلُ على الأحاديث والرِّواياتِ والأخْبار والتَّراجم. ومن خِلَال إحَالاته الكَثيرة تبَيَّن لنا كَثْرةَ المَفْقُود من كتابه وقِيْمَته.

وتَرْجَم لبعضِ الأعْلام ممَّن وَقَعَ الاخْتِلَافُ في تَسْمِيتهِم على رَسْم كُلّ اسْمٍ من أسْمائِهم، فمثلًا تَرْجَم لأبي لَيْلى الأنْصَاريّ في حَرْف الدَّال على ما قيل في أنّ اسْمَهُ داوُد بن بلَال، وتَرْجَم له في اسْم يَسار (وهو في الضَّائعِ من الكتاب وأحَالَ عليه)، وتَرْجَم له أيضًا في الكُنَى.

وتَرْجَم لأحمدَ بن حَمْدُون المَعْرُوف بالقَنُوعِ المَعَرِّيّ، وهو أيضًا ممَّن وقَعَ الاخْتِلافُ في اسْمه؛ فقيل فيه: أحمد بن مُحَمَّد بن حمْدُون، وقيل فيه: أحْمَد بن مُحمَّد عِوَضَ حَمْدُون، فأفْرَدَ له تَرْجَمةً تحتَ اسْمِه الأوَّل (الجزء الثَّاني)، وتَرْجَمَ له أيضًا

<<  <  ج: ص:  >  >>