حتَّى قَدِمَ عليهِ مَيْسَرَة وكَتَبَ أمانًا وصُلْحًا لأهْل قِنِّسرِين، ثمّ نادَى في النَّاس للرَّحيل إلى إيلِيَاء، وقَدَّمَ خَالِد بن الوَليْد بين يَدَيه وأبو عُبَيدة يَسير رَاجِعًا حتَّى انْتهى إلى حِمْص.
قالوا: فبَعَثَ حَبِيْب بن مَيْسَرَة القُرَشيّ إلى أرض قِنِّسرِين؛ وأرض قِنِّسرِين إِذْ ذاكَ مَجْمُوعة لصَاحِب حِمْص، وإنَّما أُحْدِثَتْ قِنِّسرِين وفُرِقَت بعدَ ذلكَ في إمارة يَزيْد بن مُعاويَة ليُقِيم بها.
وأنبأنا أبو القَاسِم عبْدُ الصَّمد بن مُحمَّد القاضِي إجازةً، عن أبي القَاسِم إسْماعِيل بن أحْمد السَّمَرقَنديّ، قال: أخْبَرَنا أبو الحُسَين أحْمَد بن مُحمَّد بن عَبْد اللهِ ابن النَّقُّور البَزَّاز، قال: أخْبَرَنا أبو طَاهِر مُحمَّد بن عَبْد الرَّحمن بن العبَّاسِ المُخَلِّص، قال: حَدَّثَنا أبو بَكر أحمَد بن عَبد اللهِ بن سَيْفٍ، قال: حَدَّثَنَا السَّريّ بن يَحْيى، قال: حَدَّثنا شُعَيْب بن إبْراهِيم، قال: حدَّثنا سَيْفُ بن عُمَر، عن أبي عُثمان، قال (١): وكان صُلْح حِمْص على أنْصَاف دُوْرهم، وعلى أنْ يَتْرك لهم المُسْلِمُونَ أمْوالَ الرُّوم وبُنْيانَهُم؛ لا يَنْزلُونَ عليهم فَتَرَكُوه لهم. قال: فصَالَح بعْضَهم على صُلْح دِمَشْق: على دِيْنار وطَعام على كُلّ جرِيْبٍ أبدًا؛ [أيْسَرُوا] (a) أو أعْسَرُوا، وصَالَح بَعْضَهُم على قَدر طَاقَتِه؛ مَنْ زَادَ مالُهُ زِيْدَ عليه، وإنْ نقَص نُقِص.
وقال: حَدَّثَنَا السَّرِيّ، قال: حَدَّثنا شُعَيْب، قال: حَدَّثنا سَيْفٌ، عنِ أبي حَارِثَةَ وأبي عُثْمان، عن خَالِد وعُبَادَةَ والرَّبِيْع بن النُّعْمان، عن رَجَاء بن حَيْوة، قالُوا: لمَّا كان ذُو القَعْدَة من سَنَة ستّ عَشرة، أغْزَى هِرَقْلُ أهْلَ حِمْصَ في البَحْر وقد اتَّخذوا مَسَالح، ونَزَلَ عَلْقَمَة بن مُحْرِز وعَلْقَمَة بن حَكِيم الرَّمْلَةَ وعَسْقَلان
(a) في ك: "أو أبعدوا"، وغير واضحة في الأصل، تقديرها المثبت، ومثله في تاريخ الطبريّ ٣: ٦٠٠.